تفجيرات دامية تدمر آخر مستشفى وصيدلية في فنجاك جنوب السودان.. ومخاوف من عودة الحرب الأهلية

أعلنت منظمة أطباء بلا حدود يوم السبت أن سبعة أشخاص على الأقل قُتلوا وأصيب 20 آخرون في هجومين متتاليين استهدفا بلدة أولد فنجاك بمقاطعة فنجاك في ولاية أعالي النيل شمال شرق جنوب السودان.
وبحسب البيان الصادر عن المنظمة الإنسانية الدولية، فإن قنبلة أُلقيت على آخر صيدلية متبقية في البلدة، ما أدى إلى احتراقها بالكامل، تلاها هجوم بطائرة مسيّرة على المستشفى الوحيد في المنطقة، مما أسفر عن تدمير جزئي له ومقتل عدد من المدنيين، بينهم مرضى كانوا يتلقون العلاج.
وأكدت المنظمة أن مستشفى أولد فنجاك هو المنشأة الصحية الوحيدة التي تخدم أكثر من 110 آلاف شخص في المنطقة، الذين كانوا يعانون أصلاً من ضعف بالغ في إمكانية الحصول على الرعاية الصحية الأساسية.
غموض حول هوية المنفذين وسط صمت رسمي
لم تُعرف بعد الجهة المسؤولة عن تنفيذ الهجمات أو دوافعها، ولم تصدر أي تصريحات رسمية من الحكومة أو الجيش في جنوب السودان حتى لحظة نشر هذا التقرير.
وكانت البلاد قد وقّعت اتفاق سلام شامل عام 2018 لإنهاء الحرب الأهلية المدمّرة التي استمرت خمس سنوات بين قوات الرئيس سلفا كير وقوات نائبه ريك مشار، والتي خلّفت عشرات آلاف القتلى وملايين النازحين.
لكن الأوضاع عادت إلى التوتر بعد اعتقال مشار في مارس/آذار 2025 بتهمة محاولة تنفيذ انقلاب عسكري، وهو ما أثار قلقًا دوليًا واسعًا من احتمال انزلاق البلاد مجددًا نحو الحرب الأهلية.
كارثة إنسانية جديدة تهدد حياة الآلاف
تعد هذه الضربات تطورًا بالغ الخطورة في المشهد الإنساني والأمني بجنوب السودان، حيث يعتمد السكان بشكل كامل على المساعدات الدولية في مجالات الصحة، التغذية، والمياه النقية.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن استهداف منشآت طبية يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي، مشيرة إلى أن تدمير هذا المستشفى والصيدلية قد يترك عشرات الآلاف دون أي إمكانية للعلاج أو الإسعاف الطارئ.
المجتمع الدولي مدعو للتحرك
وسط التصعيد المحتمل بين الفصائل المتنازعة، حذرت منظمات الإغاثة من أن استمرار الهجمات على المرافق الصحية في جنوب السودان قد يهدد بانهيار تام للخدمات الإنسانية، داعية الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى التدخل العاجل لحماية المدنيين وضمان استمرار تقديم المساعدات.
تبقى فنجاك شاهدة على معاناة بلد لم يتعافَ بعد من جراح الماضي، وقد يجد نفسه على حافة دوامة صراع جديدة قد تمتد آثارها إلى دول الجوار إذا لم يتحرك العالم سريعًا.