تقرير عبري يكشف: حرب إسرائيل القادمة ضد حزب الله تقترب.. و5 أسباب تجبر تل أبيب على التريث وعدم التسرع
تصاعدت في الآونة الأخيرة حدة الخطاب السياسي والعسكري داخل إسرائيل بشأن حرب محتملة ضد حزب الله، وسط تأكيدات متكررة من دوائر أمنية بأن المواجهة باتت “حتمية” وقريبة. غير أن تقريرًا عبريًا نشره موقع “واللا” الإسرائيلي ألقى الضوء على مفارقة لافتة، إذ حدد خمسة أسباب رئيسية تدفع إسرائيل إلى التروي وعدم الانجرار نحو خطوات عسكرية متسرعة، رغم الضغوط الداخلية والدوافع الأمنية المتراكمة.
إسرائيل تتحدث عن حرب حتمية ضد حزب الله
مصادر سياسية وعسكرية: المواجهة قادمة لا محالة
بحسب التقرير العبري، نقل الموقع عن مصادر سياسية وعسكرية إسرائيلية قولها إن استئناف الحرب ضد حزب الله مسألة وقت فقط، معتبرة أن الظروف الاستراتيجية تشير إلى أن المواجهة ستقع عاجلًا أو آجلًا.
وتستند هذه التقديرات الإسرائيلية إلى عدة عوامل، أبرزها:
-
نجاح حزب الله في إعادة التسلح وإعادة بناء قدراته العسكرية التي تضررت بشدة خلال المواجهات السابقة
-
فشل الحكومة اللبنانية، وفق الرواية الإسرائيلية، في نزع سلاح الحزب أو تحييد قدراته العسكرية الثقيلة
-
عدم التزام بيروت، بحسب تل أبيب، بتعهدها بتحييد قوة حزب الله العسكرية حتى مطلع عام 2026
وترى إسرائيل أن هذا الوضع يفرض عليها – من وجهة نظرها – التدخل بالقوة العسكرية لتحقيق ما عجزت الحكومة اللبنانية عن إنجازه.

درس 7 أكتوبر.. ذريعة إسرائيلية للتصعيد
منع تكرار “الخطأ الاستراتيجي”
يشير التقرير إلى أن أحد أهم الدروس التي استخلصتها إسرائيل من هجوم 7 أكتوبر هو ضرورة عدم السماح لأي تنظيم تعتبره “معاديًا” بإعادة بناء قوته العسكرية، سواء كان حماس في غزة أو حزب الله في لبنان.
وبحسب هذا المنطق، ترى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن:
-
السماح بإعادة التسلح يشكل تهديدًا وجوديًا
-
انتظار اكتمال القوة العسكرية للخصم يُعد خطأ استراتيجيًا
-
الضربة الاستباقية، وفق هذا التصور، قد تكون أقل كلفة من مواجهة مستقبلية أكبر
لكن.. لماذا تتريث إسرائيل؟ 5 أسباب حاسمة
رغم كل ما سبق، يلفت موقع “واللا” إلى وجود خمسة أسباب رئيسية تمنع إسرائيل، في الوقت الراهن، من الذهاب إلى حرب شاملة ضد حزب الله.
هدوء غير مسبوق على الحدود اللبنانية
حزب الله يلتزم ضبط النفس
يوضح التقرير أن المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل تشهد هدوءًا لافتًا، إذ:
-
لم يرد حزب الله على وجود خمسة مواقع إسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية
-
لا يرد الحزب على الهجمات الإسرائيلية اليومية
-
حتى اغتيال ما وصفه التقرير بـ”رئيس أركان حزب الله” قبل أسبوعين لم يقابل بأي رد عسكري
ويرى الموقع أن هذا الهدوء يجعل شن حرب إسرائيلية غير مبرر عسكريًا في الوقت الحالي.
مصلحة لبنان في تحييد حزب الله
مسار بطيء لكنه إيجابي
بحسب “واللا”، فإن لبنان نفسه لديه مصلحة في تحييد حزب الله وتحويله إلى إطار سياسي غير مسلح، رغم أن:
-
وتيرة تفكيك قدرات الحزب بطيئة
-
عمليات الجيش اللبناني تتسم بالحذر والتأني
ويشير التقرير إلى أن:
-
جمع السلاح غير الشرعي مهمة معقدة
-
حتى إسرائيل نفسها تفشل في جمع السلاح غير القانوني داخل أراضيها
-
تفكيك ترسانة حزب الله يحتاج سنوات طويلة وليس حلاً عسكريًا سريعًا
الحزم الأمريكي ورفض التصعيد

واشنطن لا تريد حربًا جديدة
من الأسباب الجوهرية التي تمنع إسرائيل من التسرع، وفق التقرير، هو الموقف الأمريكي الصارم، حيث:
-
تصر واشنطن على منح الحكومة اللبنانية فرصة
-
أي حرب إسرائيلية في ظل الهدوء ستخلق توترًا غير ضروري مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
-
إسرائيل تخشى خسارة الغطاء السياسي الأمريكي في حال التصعيد
التصريحات الإسرائيلية “غير الواقعية”
حزب الله لن ينهار بضربة عسكرية
يشكك التقرير العبري في جدوى الادعاءات القائلة إن إسرائيل قادرة على تفكيك حزب الله بالقوة العسكرية، مؤكدًا أن:
-
إسرائيل تستطيع ضرب أهداف مهمة كما فعلت عام 2024
-
لكن الحزب لن ينهار بالكامل نتيجة هذه الضربات
ويحذر التقرير من أن:
-
حرب جديدة ستؤدي إلى دمار هائل في لبنان
-
غياب المبرر الواضح قد يعزز شعبية حزب الله داخليًا
-
الرأي العام اللبناني قد يلتف حول الحزب في حال العدوان
أغلبية اللبنانيين لا يدعمون حزب الله
المزاج الشعبي اللبناني ضد الحرب
بحسب “واللا”، فإن:
-
أغلبية اللبنانيين، وحتى جزء من الطائفة الشيعية، لا يدعمون حزب الله عسكريًا
-
هناك دعم متزايد لتحويل لبنان إلى دولة طبيعية تحتكر فيها الدولة السلاح
-
كثير من اللبنانيين يرغبون في السلام والعلاقات الاقتصادية مع إسرائيل
ويرى التقرير أن أي حرب إسرائيلية قد تقوض هذا المزاج الشعبي وتعيد إنتاج شرعية الحزب.
الموقف اللبناني الرسمي: لا للحرب
جوزيف عون: لا استسلام ولكن لا حرب
في المقابل، أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أن بيروت:
-
تعمل عبر التفاوض لتثبيت الأمن في جنوب لبنان
-
ترفض الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة
-
تعتبر أن التفاوض لا يعني الاستسلام
وشدد عون على أن:
-
لبنان لا يستطيع الذهاب إلى حرب جديدة
-
الأولوية هي إعادة الإعمار
-
تثبيت الناس في أرضهم وإنعاش الاقتصاد
حزب الله يرد: طبقوا وقف النار أولًا
نعيم قاسم: لا تطلبوا منا ترك الدفاع
من جانبه، قال الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم إن:

-
هناك من يريد لبنان بلا قوى دفاعية
-
المفاوضات مسار مستقل لا يوقف العدوان
-
الدولة مطالبة بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار أولًا
وأكد أن الحزب:
-
لن يتخلى عن الدفاع عن نفسه
-
يحمّل الدولة مسؤولية حماية المواطنين
-
يطالب بالضغط الدولي لردع إسرائيل
خروقات مستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار
يُذكر أن إسرائيل تواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في نوفمبر 2024، ما أدى إلى:
-
سقوط مئات القتلى والجرحى في لبنان
-
تصاعد التوتر رغم التزام حزب الله بالاتفاق
-
مطالبات لبنانية بتدخل المجتمع الدولي
خلاصة المشهد: حرب مؤجلة لا ملغاة
رغم الخطاب الإسرائيلي المتصاعد، يكشف التقرير العبري أن الحرب ضد حزب الله ليست وشيكة بالضرورة، وأن كلفتها السياسية والعسكرية قد تفوق مكاسبها، في ظل:
-
الهدوء الحدودي
-
الموقف الأمريكي
-
تعقيدات الداخل اللبناني
ويبقى المشهد مفتوحًا على جميع الاحتمالات، بين تصعيد مؤجل وحسابات دقيقة تمنع الانفجار الكبير في الوقت الراهن.
















