تصعيد جديد في الخطاب الإسرائيلي.. وبوادر أزمة إنسانية: بن غفير ينكر وجود الأمة الفلسطينية وجنوب أفريقيا تستقبل 153 فلسطينياً بدون وثائق
استمرارٍ لنهج التصعيد السياسي داخل حكومة الاحتلال الإسرائيلي، خرج وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير بتصريحات جديدة أثارت غضباً واسعاً على المستويين العربي والدولي، بعد أن نفى بشكل كامل وجود ما أسماه "الأمة الفلسطينية"، واعتبرها "اختراعاً لا أساس له تاريخياً أو واقعياً"، في خطاب يعكس توجهات اليمين الإسرائيلي الأكثر تطرفاً في نزع شرعية الحقوق الوطنية الفلسطينية.
وجاءت هذه التصريحات في وقت تشهد فيه المنطقة مزيداً من التوتر، خصوصاً مع تفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة، وتزايد حالات النزوح والبحث عن ممرات آمنة، وهو ما ظهر بوضوح في الأزمة الأخيرة التي شهدتها جنوب أفريقيا بعد وصول 153 فلسطينياً إلى مطار جوهانسبرغ دون وثائق سفر سارية.
بن غفير: "لا وجود للأمة الفلسطينية.. والحل هو الهجرة الطوعية"
قال بن غفير في تصريحاته اليوم السبت:
-
"لا وجود لما يسمى بالأمة الفلسطينية، فهي اختراع لا أساس له تاريخياً أو أثرياً أو واقعياً."
-
"مجموعة المهاجرين من الدول العربية إلى أرض إسرائيل ليست أمة."
-
"لا يحق لهم الحصول على مكافأة على الإرهاب الذي مارسوه، خصوصاً من قطاع غزة."
وادّعى الوزير المتطرف أن الحل الوحيد لغزة هو "تشجيع الهجرة الطوعية"، مؤكداً رفضه القاطع لأي حكومة إسرائيلية تقبل بفكرة الدولة الفلسطينية، وداعياً رئيس الوزراء إلى إعلان موقف صريح بأن إسرائيل "لن تسمح بقيام دولة فلسطينية بأي شكل".
تصريحات بن غفير تُعد امتداداً لخطاب اليمين الأكثر تشدداً داخل حكومة الاحتلال، وتؤكد اتساع الفجوة بين إسرائيل والمجتمع الدولي الذي يطالب بحل الدولتين ووقف الانتهاكات بحق المدنيين.
جنوب أفريقيا تستقبل 153 فلسطينياً دون وثائق… والرئيس: لن نعيدهم مهما كان

وفي تطور إنساني هام، أعلنت جنوب أفريقيا السماح رسميًا بدخول 153 فلسطينياً وصلوا إلى مطار أوليفر تامبو الدولي بدون أوراق سفر صالحة، رغم رفضهم في البداية.
رحلة غامضة
المجموعة الفلسطينية سافرت عبر:
-
مطار رامون الإسرائيلي
-
ثم نيروبي في كينيا
-
قبل الوصول إلى جنوب أفريقيا
وأثار مسارهم غير الواضح تساؤلات عديدة حول الجهة التي نظمت الرحلة وكيف تم خروجهم عبر تلك المحطات.
الرئيس الجنوب أفريقي: "لا يمكن إعادتهم"

أكد الرئيس سيريل رامافوزا في مؤتمر صحفي حاسم:
"القادمون من غزة لا يمكن إعادتهم… من واجبنا الإنساني استقبال الفارين من الحرب حتى بدون وثائق."
وقال إن طريقة وصولهم "غامضة" وتتطلب تحقيقًا شاملاً، لكنه شدد في الوقت نفسه على ضرورة التعاطف ومعاملتهم بكرامة.
تحقيق رسمي حول الاتجار بالبشر
كشفت وزارة الداخلية الجنوب أفريقية أن:
-
السفارة الفلسطينية أبلغتهم بأن المسافرين تعرضوا للخداع
-
ودفعوا أموالاً لمنظمة غير مسجلة نظّمت الرحلة
-
ثم تخلّت عنهم عند ظهور أول مشكلة
وأعلنت الحكومة فتح تحقيق مشترك بين:
-
الاستخبارات
-
وزارة الداخلية
-
العلاقات الدولية
للكشف عن الجهات المتورطة في تهريب البشر أو استغلال اللاجئين.
موقف فلسطيني رسمي: تقدير لجنوب أفريقيا وتحذير من الخداع
قدّمت وزارة الخارجية الفلسطينية امتناناً عميقاً لجنوب أفريقيا على "موقفها المبدئي" في استقبال الفلسطينيين ومنحهم تأشيرات مؤقتة ومعاملة إنسانية.
وفي الوقت نفسه، حذرت بشدة من عمليات الخداع التي تستهدف الفلسطينيين الهاربين من الحرب، وأكدت أنها ستلاحق الشركات والأفراد المتورطين في الاتجار بالبشر.
جنوب أفريقيا.. من أبرز الداعمين للقضية الفلسطينية
تُعد جنوب أفريقيا واحدة من أكثر الدول دعماً للقضية الفلسطينية، وقد اتخذت مواقف بارزة أبرزها:
-
تقديم دعوى أمام محكمة العدل الدولية عام 2023 تتهم فيها إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة.
-
مطالبة المحكمة باتخاذ إجراءات مؤقتة لحماية المدنيين.
-
استمرار الضغط الدولي على إسرائيل لوقف انتهاكاتها.
وفي يناير 2024، أصدرت محكمة العدل الدولية قرارًا مرحليًا في الدعوى، وهو ما شكّل ضغطًا قانونيًا غير مسبوق على إسرائيل.
أزمة إنسانية متفاقمة يواجهها الفلسطينيون الهاربون من الحرب
بين تصعيد سياسي إسرائيلي يقوده أقصى اليمين، وأزمة إنسانية متفاقمة يواجهها الفلسطينيون الهاربون من الحرب، يستمر العالم في متابعة واحدة من أعقد الملفات في المنطقة.
تصريحات بن غفير تنذر بخطاب أكثر تشدداً في المرحلة المقبلة، بينما تكشف أزمة الـ153 فلسطينياً عن حجم المعاناة التي يعيشها المدنيون في غزة، وحجم الخداع الذي يتعرض له البعض بحثاً عن مخرج من أتون الحرب.
















