اليونان تبرم أضخم صفقة أسلحة مع إسرائيل بقيمة 3 مليارات يورو لمواجهة ”التهديد التركي”
كشف موقع "واللا" الإخباري العبري أن اليونان تستعد لإتمام واحدة من أكبر صفقاتها العسكرية في التاريخ الحديث مع إسرائيل، تشمل شراء 3 منظومات دفاع جوي متطورة من شركتي "رافائيل" و"الصناعات الجوية الإسرائيلية" (IAI)، بتكلفة إجمالية تقدّر بنحو 3 مليارات يورو، وذلك في إطار مشروع أمني ضخم أطلق عليه اسم "درع أخيل" (Achilles Shield)، لمواجهة ما تصفه أثينا بـ"التهديد التركي المتزايد".
صفقة ضخمة بعد تجميد بسبب حرب غزة
ووفقًا لتقرير الموقع العبري، فإن الصفقة كانت مجمّدة خلال الحرب في غزة، خشية الانتقادات الأوروبية، لكنها أُعيدت إلى الواجهة بعد وقف إطلاق النار، لتتحول إلى أكبر صفقة تسليح بين إسرائيل واليونان على الإطلاق.
وتسعى اليونان من خلال هذه الخطوة إلى تطوير منظومتها الدفاعية التي باتت عاجزة عن مواجهة التحديات الحديثة مثل الطائرات المسيّرة (الدرونز) والصواريخ بعيدة المدى والطائرات بدون طيار.
تفاصيل المنظومات الثلاث المقرر شراؤها
1. مقلاع داوود (David’s Sling)
تُعدّ هذه المنظومة من إنتاج شركة رافائيل، وهي مصممة لاعتراض الصواريخ الباليستية طويلة المدى. ومن المتوقع أن يتم تنفيذ الصفقة عبر شركة رايثيون (Raytheon) الأمريكية، الشريك الصناعي لـ"رافائيل"، التي تسوّق نسخة أمريكية من المنظومة تحت اسم سكاي سيبتور (SkyCeptor).
2. منظومة سبايدر (SPYDER)
المنظومة الثانية هي "سبايدر"، وهي نظام دفاع جوي متنقل مركّب على شاحنات، ومزوّد بصواريخ "بايثون-5" الموجهة بالحرارة و**"ديربي"** الموجهة بالرادار. وتُستخدم هذه المنظومة في اعتراض الطائرات والمروحيات والطائرات بدون طيار، ومن المقرر نشرها في الجزر اليونانية الصغيرة لحمايتها من أي اختراقات جوية محتملة.
3. منظومة باراك MX (Barak MX)
أما المنظومة الثالثة فهي "باراك MX" التابعة لشركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI)، والتي ستُستخدم كبديل لصواريخ "هوك" الأمريكية القديمة الموجودة لدى الجيش اليوناني. وتُعتبر هذه النسخة تطويرًا لمنظومة "باراك-8" الشهيرة، وتوفر حماية متكاملة ضد الصواريخ والطائرات على مختلف الارتفاعات.
مشروع “درع أخيل”.. رؤية دفاعية لعقد كامل
ذكرت "واللا" أن وزير الدفاع اليوناني أطلق مشروع “درع أخيل” ليكون بمثابة خطة استراتيجية طويلة المدى لتحديث الدفاع الجوي للبلاد على مدى العقد المقبل.
ويهدف المشروع إلى سد الثغرات الدفاعية الحرجة في مواجهة القدرات العسكرية التركية، خاصة بعد التوترات الأخيرة في بحر إيجه وشرق المتوسط.
تمويل جزئي من الاتحاد الأوروبي وموافقة برلمانية مطلوبة
وأشار التقرير إلى أن الاتحاد الأوروبي سيساهم بجزء من التمويل، رغم انتقاداته المستمرة لحكومة بنيامين نتنياهو بسبب العمليات العسكرية في غزة.
ومن المقرر أن يتم عرض الصفقة على البرلمان اليوناني للموافقة النهائية خلال الأسابيع المقبلة، في خطوة من شأنها أن تُعيد رسم خريطة التحالفات الدفاعية في المنطقة.
رسائل سياسية وعسكرية لأنقرة
يرى مراقبون أن الصفقة تحمل رسالة واضحة إلى تركيا، مفادها أن أثينا ماضية في تعزيز دفاعاتها الجوية عبر التعاون مع إسرائيل، أحد أبرز منافسي أنقرة في شرق المتوسط، ما يعكس تحالفًا استراتيجيًا متناميًا بين الجانبين في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة.

















