ترامب يعيد التوتر العالمي
الأمم المتحدة تحذر من عودة سباق التسلح النووي بعد إعلان ترامب استئناف التجارب النووية الأمريكية
تسببت تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول استئناف الولايات المتحدة للتجارب النووية “فورًا” موجة من القلق والانتقادات الدولية، بعدما أكدت الأمم المتحدة أن إجراء أي تجربة نووية في هذا التوقيت يمثل “خطرًا جسيمًا على الأمن والسلم الدوليين”.
وقال فرحان حق، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في بيان رسمي صدر مساء الخميس، إن “الأمين العام أكد مرارًا أن المخاطر النووية الحالية مرتفعة إلى حدٍ ينذر بالخطر، ويجب تجنب جميع الإجراءات التي قد تؤدي إلى سوء تقدير أو تصعيد له عواقب وخيمة”، مشددًا على أنه “لا يمكن السماح بإجراء التجارب النووية تحت أي ظرف”.

قرار مفاجئ من ترامب يعيد التوتر العالمي
وجاء إعلان ترامب عبر منشور على منصته “تروث سوشيال”، حيث قال فيه:
“بسبب برامج الاختبار التي تقوم بها دول أخرى، وجهت وزارة الحرب ببدء اختبار أسلحتنا النووية على قدم المساواة، وسيبدأ التنفيذ فورًا”.
ويُعد هذا القرار انقلابًا واضحًا في السياسة الأمريكية النووية، التي التزمت منذ ثلاثة عقود بعدم إجراء أي تفجيرات نووية فعلية منذ توقيع معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية عام 1996.
وتزامن إعلان ترامب مع تصريحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أكد أن موسكو أجرت بنجاح تجربة لمسيّرة نووية تحت الماء قادرة على حمل رؤوس نووية، في خطوة فُسرت بأنها رد استراتيجي على واشنطن.
تحذيرات أممية ودولية من “كارثة نووية جديدة”
بدورها، أصدرت منظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية (CTBTO) بيانًا حاد اللهجة أكدت فيه أن “أي تجربة نووية تفجيرية ستكون ضارة بالسلام والأمن الدوليين”، مشيرةً إلى أن شبكتها العالمية للرصد مستعدة للكشف عن أي انتهاك محتمل.
وحذرت المنظمة من أن تنفيذ الاختبارات الأمريكية سيشكل سابقة خطيرة يمكن أن تدفع دولًا أخرى مثل روسيا وكوريا الشمالية وإيران إلى استئناف تجاربها النووية، مما قد يعيد العالم إلى أجواء الحرب الباردة.
تداعيات القرار على الأمن العالمي
يرى محللون سياسيون أن إعلان ترامب لا يأتي بمعزل عن تصاعد السباق العسكري بين القوى الكبرى، لاسيما بعد التوترات الأخيرة في بحر الصين الجنوبي وملف أوكرانيا، معتبرين أن الخطوة الأمريكية قد تشعل “سباق تسلح نووي جديد” يهدد الاستقرار العالمي.
كما أشار خبراء في العلاقات الدولية إلى أن استئناف الاختبارات النووية من شأنه أن يضعف معاهدة الحد من الانتشار النووي (NPT)، ويقوّض مصداقية واشنطن في الدعوة إلى ضبط التسلح.
الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس
وفي ختام بيانه، دعا المتحدث باسم الأمم المتحدة جميع الدول النووية إلى ضبط النفس والعودة إلى الحوار الدبلوماسي، مؤكداً أن “السبيل الوحيد لحماية العالم من الخطر النووي هو الالتزام الكامل بالمعاهدات الدولية ونزع السلاح تدريجيًا، وليس اختبار المزيد من القنابل”.

















