البرازيل تعرض ملعب ماراكانا الأسطوري للبيع لتسديد ديونها المتراكمة
أعلنت حكومة ولاية ريو دي جانيرو البرازيلية طرح ملعب ماراكانا الشهير للبيع، في محاولة لتغطية جزء من ديونها المتراكمة، التي باتت تُشكل عبئًا كبيرًا على ميزانيتها العامة.
عبء مالي رغم المجد الرياضي
يُعد ملعب ماراكانا رمزًا رياضيًا عالميًا وواحدًا من أكبر وأشهر الملاعب في التاريخ، إذ احتضن نهائيات كأس العالم عامي 1950 و2014، إضافة إلى مباريات حاسمة في بطولات كوبا أمريكا وكوبا ليبرتادوريس، فضلًا عن كونه المقر التاريخي لقطبي المدينة فلامنغو وفلومينينسي.
ورغم مكانته التاريخية، فإن تكاليف الصيانة والتشغيل أصبحت باهظة للغاية، حيث تُقدَّر تكلفة إدارة الملعب بنحو 160 ألف يورو لكل مباراة، ما دفع الحكومة المحلية إلى وصف عملية البيع بأنها "عاجلة وضرورية" لتقليل الخسائر التشغيلية المتواصلة.
سعر مبدئي ضخم وخطة إنقاذ اقتصادية
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "آس" الإسبانية، حددت حكومة ولاية ريو السعر المبدئي لبيع الملعب بنحو 320 مليون يورو، ضمن خطة تهدف إلى تسديد جزء من ديونها الضخمة تجاه الحكومة الفيدرالية، في ظل أزمة مالية خانقة تشهدها الولاية منذ أعوام.
ويُتوقع أن يجذب الطرح اهتمامًا واسعًا من مستثمرين محليين ودوليين، لما يمثله ماراكانا من قيمة رياضية وسياحية فريدة، إذ يُعد بمثابة “معبد كرة القدم البرازيلية” وموقعًا سياحيًا يقصده الآلاف من الزوار سنويًا.
صراع محتمل بين فلامنغو وفلومينينسي
من جانبها، أشارت الصحف المحلية إلى أن ناديي فلامنغو وفلومينينسي هما أبرز المرشحين لشراء الملعب، خاصة أنهما يستخدمانه كمقر رئيسي لمبارياتهما في الوقت الحالي.
ويبدو نادي فلامنغو أكثر جدية في هذا الاتجاه، حيث يدرس التخلي عن مشروع بناء ملعب جديد كان يخطط له خلال السنوات المقبلة، في حال تمكن من الاستحواذ على ماراكانا رسميًا، بينما يفضل فلومينينسي الالتزام بعقده الحالي الذي يمتد حتى عام 2044.
تاريخ لا يُنسى في ذاكرة كرة القدم
افتُتح ملعب ماراكانا عام 1950 ليكون أكبر ملاعب العالم في حينه، وارتبط بأشهر اللحظات الكروية في التاريخ، أبرزها "كارثة ماراكانا" حين خسرت البرازيل لقب المونديال أمام أوروغواي في النهائي الذي حضره أكثر من 200 ألف متفرج.
كما شهد الملعب تتويج البرازيل بألقاب قارية وعالمية، واستضاف حفلي افتتاح وختام دورة الألعاب الأولمبية ريو 2016، ليبقى أيقونة رياضية محفورة في ذاكرة ملايين المشجعين حول العالم.
إرث عالمي يواجه المجهول
بيع ماراكانا، إن تم، سيمثل نقطة تحول في تاريخ الكرة البرازيلية، إذ يخشى عشاق "السامبا" من فقدان السيطرة الوطنية على أحد رموز البلاد الثقافية والرياضية، في حين ترى الحكومة أن الخطوة ضرورية لضمان الاستدامة المالية وإنقاذ الولاية من أزمتها الاقتصادية.
ويبقى السؤال الأهم:
هل سينتقل “هيكل كرة القدم” من أيدي الدولة إلى ملاك جدد، أم ستحافظ البرازيل على إرثها الرياضي الأضخم؟












