زعماء العالم في افتتاح المتحف المصري الكبير.. “يوم تاريخي” يضع مصر في صدارة الحضارة العالمية
يشهد العالم السبت المقبل، الأول من نوفمبر 2025، افتتاح المتحف المصري الكبير في حفل ضخم يوصف بأنه أحد أكبر الأحداث الثقافية في القرن الحادي والعشرين، بمشاركة عدد غير مسبوق من قادة وزعماء العالم.
ويُعد هذا الافتتاح بمثابة تتويج لرحلة طويلة من العمل استمرت أكثر من عقدين، لتحويل حلم المصريين إلى صرح عالمي يعرض تاريخ أقدم حضارة على وجه الأرض في أبهى صوره.
حضور دولي غير مسبوق
من المتوقع أن يشهد حفل الافتتاح الرسمي حضور أكثر من 60 ملكًا ورئيس دولة ورئيس حكومة من مختلف أنحاء العالم، وفقًا لتصريحات عالم الآثار الدكتور زاهي حواس، الذي وصف الحدث بأنه “يوم تاريخي ليس فقط لمصر، بل لكل المتاحف في العالم”.

وأكد حواس أن هذا الإقبال الدولي يعكس قوة مصر الناعمة ومكانتها الثقافية والتاريخية، مشيرًا إلى أن المتحف المصري الكبير “حظي بدعاية لم يشهدها أي متحف آخر، بما في ذلك اللوفر أو المتروبوليتان”.
المتحف المصري الكبير.. الأكبر في العالم
يقع المتحف على بعد خطوات من هضبة الأهرامات بالجيزة، في موقع فريد يربطه بصريًا بأحد عجائب الدنيا السبع.
ويمتد على مساحة نحو 500 ألف متر مربع، مما يجعله أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة.
ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية توثّق فصول التاريخ المصري منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر اليوناني الروماني.
ومن أبرز ما يميّز المتحف عرضه الكامل لمجموعة الملك توت عنخ آمون لأول مرة في التاريخ داخل قاعات حديثة مزوّدة بأحدث تقنيات العرض والإضاءة والترميم، ما يمنح الزائر تجربة استثنائية لا مثيل لها.
فكرة بدأت منذ عام 2002

استعاد الدكتور زاهي حواس في لقاء تلفزيوني تفاصيل بداية المشروع قائلاً إن الفكرة انطلقت عام 2002 بمبادرة من وزير الثقافة الأسبق الفنان فاروق حسني، حين تم الإعلان عن إنشاء أكبر متحف مخصص للحضارة المصرية القديمة.
وأضاف أنه بصفته مدير منطقة آثار الجيزة آنذاك، ثم أمينًا عامًا للمجلس الأعلى للآثار، ساهم في تنظيم معارض عالمية لآثار توت عنخ آمون، جابت مختلف القارات وجمعت نحو 120 مليون دولار، خُصصت لتطوير معامل الترميم والمخازن داخل المتحف الجديد وفق أحدث المواصفات الدولية.
بنية متكاملة بأحدث التقنيات
يتميز المتحف بتصميم معماري مهيب من ابتكار المعماري الإيرلندي “هينغان بيز”، الذي صمم مبنى يعتمد على الرؤية البصرية للأهرامات عبر واجهات زجاجية ضخمة، تجعل الزائر يشعر وكأنه في قلب التاريخ.
كما تم تزويد المتحف بـ معامل ترميم هي الأحدث في الشرق الأوسط، وقاعات عرض مزوّدة بإضاءة ذكية وتقنيات الواقع الافتراضي، إلى جانب مساحات خضراء وحدائق متحفية ومركز مؤتمرات ومكتبة علمية ضخمة.
مكاسب اقتصادية وثقافية
أكد حواس أن افتتاح المتحف يمثل نقطة تحول في السياحة المصرية، إذ يُتوقع أن يجذب ملايين الزوار سنويًا، ما يعزز الدخل القومي ويدعم الاقتصاد الوطني.
كما سيُسهم المتحف في إعادة رسم خريطة السياحة الثقافية في العالم، حيث ينتظر خبراء الآثار أن يصبح “المتحف المصري الكبير” أحد أهم الوجهات المتحفية عالميًا خلال السنوات المقبلة.
وأشار حواس إلى أن استثمار مليارات الجنيهات في المشروع رغم التحديات الاقتصادية يعكس التزام الدولة المصرية بالحفاظ على تراثها وإبراز قوتها الحضارية أمام العالم.
احتفال عالمي برعاية رئاسية
ومن المقرر أن يُقام حفل الافتتاح الرسمي تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، بحضور ممثلين عن الأمم المتحدة واليونسكو والاتحاد الأوروبي، إلى جانب شخصيات ثقافية وفنية من مختلف دول العالم.
وسيشمل الحفل عروضًا فنية مصرية تراثية، وإضاءة ضخمة تُبرز روعة التصميم الهندسي للمتحف، إضافة إلى جولة تعريفية لكبار الضيوف في قاعات توت عنخ آمون والآثار الملكية.
مصر.. عاصمة الحضارة والإنسانية
يرى مراقبون أن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل إعلانًا جديدًا عن ريادة مصر الثقافية والحضارية في العالم، ورسالة قوية بأن القاهرة لا تزال قلب التاريخ الإنساني ومركز الإشعاع الحضاري.
ويؤكد الحدث أن مصر ليست فقط موطن الأهرامات والمومياوات، بل أيضًا بوابة المستقبل الثقافي والسياحي في المنطقة.
احتفالًا بعبقرية المصري القديم وبجهود المصري الحديث
السبت القادم لن يكون مجرد يوم افتتاح متحف، بل احتفالًا بعبقرية المصري القديم وبجهود المصري الحديث.
فمن هضبة الجيزة، ستنطلق رسالة إلى العالم بأن مصر تحيا بتاريخها، وتبني حاضرها، وتلهم مستقبل الإنسانية.

















