اعتداء يستهدف مسجدين في هانوفر.. تصاعد الإسلاموفوبيا يثير قلق الجاليات المسلمة في ألمانيا
شهدت مدينة هانوفر الألمانية، مساء الثلاثاء، حادثة جديدة تُضاف إلى سلسلة الاعتداءات التي تستهدف دور العبادة الإسلامية في أوروبا، بعدما أقدم مجهولون على الاعتداء على مسجدين تابعين لاثنتين من أكبر المنظمات الإسلامية في البلاد، في واقعة تعكس تصاعد موجات العداء للمسلمين داخل المجتمع الألماني.
تفاصيل الاعتداء: شعارات مؤيدة لإسرائيل على جدران المساجد
أفادت وسائل إعلام محلية بأن مجهولين خطّوا عبارات مثل "IDF" (اختصارًا لجيش الدفاع الإسرائيلي) و**"إسرائيل"** على الواجهات الخارجية لمسجد تابع لاتحاد ميلي غوروش الإسلامي، وآخر يتبع الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية (ديتيب).
وأظهرت الصور المتداولة على منصات التواصل الاجتماعي حجم الضرر الرمزي الذي خلّفه الاعتداء، بينما أعربت الجالية التركية والمسلمة في هانوفر عن استيائها وقلقها المتزايد إزاء هذه النوعية من الهجمات، التي باتت تتكرر بوتيرة ملحوظة منذ تصاعد التوترات في الشرق الأوسط خلال العامين الأخيرين.
صدمة في الجالية وتحقيقات جارية
إبراهيم كدك، رئيس جمعية مسجد آيا صوفيا التابعة لاتحاد ميلي غوروش، قال لوكالة "الأناضول" إن أبناء الجالية اكتشفوا آثار الاعتداءين في ساعات الصباح الأولى، مؤكدًا أن الخبر نزل عليهم كالصاعقة وسط أجواء من الخوف والحزن.
وأشار إلى أن الشرطة فتحت تحقيقًا رسميًا فور إبلاغها بالحادثة، إلا أن هوية المعتدين ما تزال مجهولة حتى لحظة كتابة التقرير.
تصاعد مقلق في جرائم معاداة الإسلام
وفق بيانات المكتب الاتحادي للجرائم في ألمانيا (BKA)، شهدت البلاد خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري 930 جريمة مرتبطة بالإسلاموفوبيا، بينها 31 اعتداءً مباشرًا على مساجد.
وتعكس هذه الإحصاءات تنامي التوترات داخل المجتمع الألماني، لا سيما مع ارتباط العديد من الاعتداءات الأخيرة بالسجالات السياسية والإعلامية المرتبطة بالصراع في الشرق الأوسط، ما يثير مخاوف الجاليات المسلمة من تعرّضهم لاستهداف متكرر.
ألمانيا.. ثاني أكبر تجمع للمسلمين في أوروبا الغربية
يُقدّر عدد المسلمين في ألمانيا بنحو 5.5 ملايين نسمة من أصل 85 مليونًا، لتكون ثاني أكبر دولة في أوروبا الغربية من حيث عدد المسلمين بعد فرنسا. وتعد ولايات مثل شمال الراين-وستفاليا وبرلين وهانوفر من أكثر المناطق التي تشهد نشاطًا للجاليات الإسلامية.
رسائل سياسية وتحذيرات من الانقسام الاجتماعي
الهجمات الأخيرة تأتي في وقت حساس تمرّ به المجتمعات الأوروبية، حيث تشهد بعض الدول ارتفاعًا في الخطاب اليميني المتطرف، وتناميًا في مشاعر العنصرية نتيجة الاستقطاب السياسي والإعلامي. ويقول مراقبون إن استهداف المساجد قد يحمل رسالة سياسية تتجاوز الفعل التخريبي، في محاولة لإثارة الخوف بين الجاليات المسلمة وإحداث شرخ اجتماعي.
من جانبها، أدانت شخصيات سياسية ألمانية الاعتداءات معتبرة أنها "تمسّ قيم المجتمع الألماني وتستهدف حرية المعتقد"، فيما طالبت منظمات إسلامية برفع مستوى الحماية حول المساجد، خاصة خلال الفترات التي تشهد توترًا سياسيًا دوليًا.
















