ترامب يحذر حماس: «أعيدوا جثث المخطوفين خلال 48 ساعة وإلا ستتدخل دول أخرى» — قراءة في التصريح وتداعياته
أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحذيرًا شديد اللهجة لحركة حماس، عبر منشور على منصته الخاصة «تروث سوشيال»، قال فيه إن على الحركة إعادة جثث المخطوفين بسرعة أو «ستتدخل دول أخرى مشاركة في عملية السلام». وأضاف ترامب أنه يراقب الوضع «عن كثب» ومنح مهلة قدرها 48 ساعة لحماس لإعادة الجثث أو إظهار تقدّم واضح، محذراً من «إجراءات» غير محدّدة إذا لم يتم الالتزام.
ماذا قال ترامب بالضبط؟
نشر ترامب على حسابه نصًا حثّ فيه حماس على تسليم رفات الضحايا الذين لا تزال حماس تحتجزهم، وذكر صراحة وجود حالات لأشخاص أميركيين ضمن الضحايا. شدّد الرئيس على أن «السلام الكبير» الذي تروج له إدارته يتطلب التزاماً كاملاً من جميع الأطراف، وأن عدم تعاون حماس قد يدفع دولًا مشاركة في الترتيبات إلى «التحرك»

السياق السياسي والإنساني للتصريح
يأتي هذا التحذير في سياق حساس تشهده جهود وقف إطلاق النار وترتيبات «السلام» التي تدفع بها إدارة ترامب، والتي شملت مفاوضات حول تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة. يُذكر أن ملف «جثث المخطوفين» ظلّ نقطة خلاف رئيسية في مفاوضات سابقة، ويمثل بعداً إنسانياً وقانونياً حادّاً يثير استنكارًا دوليًا متكررًا. تصريحات ترامب الأخيرة تأتي على خلفية كلام سابق له عن ضرورة نزع سلاح حماس وضمان عدم العودة إلى التصعيد المسلح.
كيف تفسّر واشنطن و«الدول المشاركة» التهديد؟
البيت الأبيض ومصادر دبلوماسية أعلنت سابقًا تمسّكها بضرورة تنفيذ بنود اتفاقات وقف إطلاق النار، لكنها عادةً ما تحجم عن توضيح «نوع الإجراءات» التي قد تتخذها دول ثالثة. مع ذلك، التصريح الرئاسي يضع ضغوطًا سياسية ودبلوماسية إضافية على حماس ويعطي غطاءً لتنسيق محتمل بين الدول الداعمة لآلية السلام لممارسة مزيد من الضغوط — دبلوماسياً أو عمليًا — في حال تواصلت الإشكاليات حول ملف الجثث والرهائن.
احتمالات الرد من إسرائيل وفلسطين والمنطقة
إسرائيل سبق وأن أعربت عن استياءها إذا لم تُستعدَّ أو تُسلَّم بقايا الضحايا، وقد هددت في أوقات سابقة بوقف المساعدات أو باتخاذ «إجراءات أمنية» رداً على إعاقة تنفيذ بنود الاتفاقات. على الجانب الفلسطيني، قد تصدر حماس أو وسطاء من قطر أو مصر تصريحات توضيحية أو نفيًا أو وعودًا بـ«تقدم» جزئي — كلها سيناريوهات دخلت في صلب مفاوضات سابقة. وفي حال تصاعد الخطاب، قد يؤدّي ذلك إلى توتر دبلوماسي إضافي أو خطوات ميدانية تؤثر على قرارات إدخال المساعدات وحرية الحركة داخل غزة.
ماذا يعني «48 ساعة» عمليًا؟ مخاطر وإمكانات
منح مهلة زمنية قصيرة علنية يهدف إلى خلق ضغط سريع على الفاعلين الميدانيين ووسطاء التفاوض. إيجابيات هذا المسار: قد يسرّع تسليم رفات أو يفرض تجاوبًا رمزيًا يتيح استمرار آليات المساعدات. أما مخاطره: فهو يترك هامشاً للردّ العنيف أو لقرارات متسرّعة قد تجهض العملية السياسية أو تُفضي إلى تصعيد عسكري أو انسحابات لوجستية إنسانية. الرقم «48 ساعة» يحمل طابعًا إعلاميًا وضغطًا سياسياً أكثر منه إطارًا قانونيًا واضحًا.
ما التالي؟ مؤشرات يجب مراقبتها خلال الساعات المقبلة
-
بيانات رسمية من إدارة ترامب والوساطات (مصر، قطر، الأمم المتحدة) حول رصد تقدم في موضوع الجثث أو تعهدات جديدة.
-
ردود حماس أو بياناتها الإعلامية/العملياتية التي تفسّر مدى قابليتها للتجاوب.
-
مواقف إسرائيلية رسمية (حكومية وعسكرية) التي قد تربط أي تقصير بقرارات تشغيلية (وقف مرور مساعدات، عمليات تأمين).
-
تحرّكات دولية محتملة (اجتماعات وزارية/دبلوماسية أو تصريحات من دول مشاركة في آلية السلام) قد تترجم «التهديد» إلى خطوات عملية أو مزيد من الضغوط الدبلوماسية
تصعيدًا لفظيًا ووسيلة ضغط دبلوماسي مباشر على حماس
تصريح الرئيس ترامب يُعدّ تصعيدًا لفظيًا ووسيلة ضغط دبلوماسي مباشر على حماس بشأن ملف حساس إنسانيًا وقانونيًا. المعادلة الآن قائمة بين إمكانية استجابة سريعة قد تُحرّر مسار المساعدات والتهدئة، وبين مخاطر تزيد حالة عدم اليقين إذا لم تترافق المهلة مع قنوات تفاوضية مُنفّذة على الأرض. المراقبون والدبلوماسيون في المنطقة سيبقون على مدار الساعة لمتابعة ما ستسفر عنه «48 ساعة» المستقبلية وما إذا كانت تتحوّل إلى نافذة اتفاق أو مزيد من التوتر.

















