تحول كبير في أوروبا
كاثرين كونولي رئيسة لإيرلندا بعد فوز كاسح.. المرشحة التي وصفت إسرائيل بـ«الدولة الإرهابية»
تستعد المحامية والسياسية المستقلة كاثرين كونولي لتولي منصب رئيسة جمهورية إيرلندا، بعد فوزها الساحق في الانتخابات الرئاسية التي جرت مؤخرًا، في خطوة وُصفت بأنها تحول تاريخي في المشهد السياسي الأيرلندي ورسالة أوروبية جديدة في التعامل مع الصراع في الشرق الأوسط.
وأظهرت النتائج الأولية الرسمية حصول كونولي، البالغة من العمر 68 عامًا، على نحو 63% من أصوات الناخبين، متفوقة بفارق كبير على منافستها هيذر همفريز، الوزيرة السابقة ذات التوجه الوسطي، التي سارعت إلى تهنئتها على فوزها، مؤكدة أن هذا الاختيار الشعبي "يعكس رغبة الأيرلنديين في التغيير والعدالة الاجتماعية".
رئيسة من الطيف اليساري ومواقف مثيرة للجدل
تُعرف كاثرين كونولي بمواقفها السياسية الجريئة، حيث وصفت إسرائيل في تصريحات سابقة بأنها "دولة إرهابية" بسبب سياساتها تجاه الفلسطينيين، وهي التصريحات التي أثارت حينها جدلاً واسعًا داخل الأوساط الأوروبية.
ويرى مراقبون أن فوزها يحمل دلالات سياسية عميقة، خصوصًا في ظل التوتر المتزايد في العلاقات الأوروبية – الإسرائيلية عقب العمليات العسكرية في قطاع غزة، إذ يُتوقع أن يضيف انتخابها بعدًا جديدًا لموقف إيرلندا الخارجي المؤيد للقضية الفلسطينية.
وتُعد كونولي من أبرز الوجوه اليسارية المستقلة في الساحة السياسية الأيرلندية، واشتهرت خلال مسيرتها البرلمانية بدفاعها عن حقوق الإنسان والمساواة الاجتماعية، وانتقاداتها الحادة للسياسات النيوليبرالية والتدخلات العسكرية الغربية.
ردود فعل محلية ودولية
وفي أول تعليق رسمي عقب إعلان النتائج، أعربت كونولي عن امتنانها للشعب الأيرلندي، مؤكدة أنها "ستكون رئيسة لكل المواطنين، وستعمل على تعزيز قيم العدالة والسلام واحترام القانون الدولي".
في المقابل، أثار فوزها ردود فعل متباينة في الأوساط الدبلوماسية، حيث رحب به التيار اليساري الأوروبي، معتبرًا أنه "إشارة إلى نهوض صوت الشعوب الأوروبية الداعي للعدالة"، بينما التزمت تل أبيب الصمت الرسمي حتى الآن، وسط توقعات بردّ دبلوماسي حذر من الحكومة الإسرائيلية.
ويرى محللون أن إيرلندا قد تشهد تصاعدًا في دورها الإنساني والدبلوماسي على الساحة الدولية، خاصة في الملفات المتعلقة بفلسطين وحقوق الإنسان، بالنظر إلى التاريخ الطويل لدبلن في الدفاع عن القضايا العادلة ضمن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
دلالات فوز كونولي على المشهد الأوروبي
يرى المراقبون أن انتخاب كونولي يأتي في وقت حساس تمر به أوروبا، مع تصاعد المواقف الشعبية المنتقدة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، ما يعكس تحوّلًا تدريجيًا في الرأي العام الأوروبي تجاه القضية الفلسطينية.
كما يشير فوزها إلى تنامي التيار اليساري المستقل الذي يرفع شعارات العدالة والسلام ويعارض الهيمنة السياسية التقليدية في أوروبا.
خلفية عن كاثرين كونولي
ولدت كاثرين كونولي عام 1957، ودرست القانون في جامعة غالواي، وعملت كمحامية قبل أن تدخل المجال السياسي. انتُخبت عضوة في البرلمان الأيرلندي أكثر من مرة، واشتهرت بخطاباتها القوية في الدفاع عن القضايا الاجتماعية والإنسانية، وبتحركاتها الداعمة للمساواة وحقوق اللاجئين.
ومن المقرر أن تتسلم كونولي مهامها رسميًا خلفًا للرئيس مايكل دي هيغينز خلال الأسابيع المقبلة، لتصبح أول امرأة مستقلة تتولى رئاسة إيرلندا دون انتماء حزبي، في إنجاز سياسي غير مسبوق يعكس روح التغيير في الشارع الأيرلندي.

















