سعيد محمد احمد : شرم الشيخ ٠٠ قمة السلام فى الشرق الاوسط

من يتصور أن الاحداث التاريخية التى جرت على أرض المعمورة، وفى أجمل وأعظم منتجعاتها السياحية "شرم الشيخ" أرض السلام ما كان لها أن تكون واقعا ملموساً ومرئيا على الهواء مباشرة إلا من قلب مصر، وبإرادة مصرية لتؤكد عظمة الدولة المصرية، وعظمة حضارتها، بل وعظمة رجالها الأشداء فى مواجهه التطرف الدينى اليهودى، وكافة أشكال التطرف والأرهاب فى المنطقة، وتمسكها بكل القيم الإنسانية كتعبير حقيقى بأهمية الدفاع عن حقوق الإنسان.
وهو أمرا أكده الرئيس السيسى فى مقولتة الشهيرة، بأنه لن يقبل بظلم الشعب الفلسطينى كما أنه لن يقبل أن يظلم الفلسطينين الذىن تعرضوا على مدى عامين كاملين ولعقود سابقة لمخطط إبادة من قبل القوى اليهودية المتطرفة فى حكومة نتنياهو، لتقف مصر وشعبها وبكل قوة رافضة لكل مخططات التهجير القسرى والطوعى ولتؤكد أحقيتهم فى الحياة ، برغم استهدافهم لمصر وشعبها فى محاولات فاشلة لتوريطها ٠
مصر تكتب فصلًا جديدًا من تاريخ الدفاع عن الإنسانية
ففى مؤتمر شرم الشيخ للسلام، وبحضور دولى غير من مسبوق لأكثر من 30 من قادة وزعماء العالم شرقا وغربا وجنوبا وشمالا، وبقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، والرئيس الامريكى دونالد ترامب فى أدارة ملف السلام فى المنطقة، والتوقيع على اتفاق "وثيقة غزة" ، بوقف الحرب كبداية لفرض السلام الشامل فى المنطقة، ونبذ العنف والأرهاب والتطرف، وهو الامر الذى شدد عليه ترامب فى كلمتة بالكنيست الأسرائيلى، بأن الحرب انتهت إلى غير رجعة، وفى رسالة شديدة اللهجة والقسوة موجهه للقوى اليهودية المتطرفة بأنه الضامن لوقف هذه الحرب، التى حطت بالفعل أوزارها، وأخضع نتنياهو فيها بالاعلان عن قناعتة : بأهمية السلام فى منطقة الشرق الأوسط، وأنه لا مجال للتطرف الدينى ولا مجال لأعمال العنف والأرهاب، فى رسالة للجميع بدول المنطقة ، بأن مشروع ترامب للسلام لن يسمح فيه بممارسة كافة أنواع أعمال التطرف الدينى أو السماح للتنظيمات الأرهابية وخلاياها المتنوعة بممارسة الأرهاب والعنف تجاه المدنيين فى أى بقعة فى منطقة الشرق الأوسط .
رسالة مباشرة إلى سوريا
ومن يظن أن مؤتمر شرم الشيخ للسلام بعيدا عن سوريا فهو مخطئ ، بل هو فى حقيقة الأمر رسالة مباشرة للقائمين على السلطة المؤقتة فى سوريا بأنه لابديل عن خيار السلام فى قبول الأخر، ورفض منطق الأقصاء والتمكين والتهميش، وان منطق من "يحرر يقرر" ، لايتناسب مع طبيعة ومكونات المجتمع السورى فى ظل استمرار أصحاب الرايات السوداء من مناصرى هيئة تحرير الشام لمتطرفين وداعمى القتل والسبى والسرقة، وأصحاب نظرية الفتح المبين لدمشق، وعلى القدس رايحين، ووفقا لنظرية "ساحرهم"، أبو محمد الجولانى صاحب تلك السرديات، والذى أبدى فشلا ذريعا وبعد مرور أكثر من عشره أشهر من فرض حالة الأمن والأستقرار، بل واستمرار ظاهرة الأنفلات الأمنى التى تضرب معظم مختلف المناطق والمحافظات السورية بما فيها الشام مركز الحكم .
المؤكد ان الموقف الذى أعلنه الرئيس الأمريكى برفضة التطرف الدينى فى "اسرائيل ولبنان وفلسطين"، يشكل رسالة مباشرة بأن ما يجرى فى سوريا غير مقبول وغير معقول وعلى المعنيين فى سوريا الأسراع برفضه وضبط الأمور لديهم ، وبما يؤكد أن الأدراة الأمريكية لديها علم كامل وبما يقتضى مشروع ترامب للسلام فى المنطقة أن يتم بضرورة وقف هذا التغول التترى المغولى تجاه العدوان على الأقليات وعدم تركهم فى نهبا لبيئة ينمو فيها العنف والتطرف فى سوريا إلى الحد الذى وصل إلى إبادة الاقليات بشكل علنى ومسجل وموثق فى تحد للعالم بعدم قدرة الجولانى على تحقيق الحد الأدنى من الامن فى ظل غياب حقيقى للدولة .
مرحلة جديدة من الفكر والسلام
المؤكد أن المنطقة تمر بمرحلة جديدة شهد لها زعماء وقادة العالم فى قمة شرم الشيخ للسلام، وأقرها رئيس مجلس إدارة العالم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بان المرحلة الجديدة تتطلب بتغيير المفاهييم واستبدالها بمفاهيم رافضة للعنف المسلح وفكرة الجهاد والأنتقام لدى الأجيال الجديدة، وهو أمر يتعارص مع مفاهيم ترامب لمشروع السلام الحقيقى والكامل فى منطقة الشرق الأوسط بما يقتضى ضرورة الانفتاح الفكرى بجدية وقبول الأخر والعيش المشترك فى نموزج للتعايش السلمى .
ويبقى السؤال كيف يمكن لترامب ان يؤسس للسلام فى المنطقة بضرب التطرف اليهودى والسنى والشيعى ويترك سوريا تحكمها تنظيمات شديدة التطرف والأرهاب وإلى متى ؟