حماس تطلب استعادة جثة السنوارو انضمام وفد أمريكي رفيع وتأكيدات على قرب اتفاق لإطلاق الأسرى

دخلت المفاوضات في شرم الشيخ بين الأطراف المعنية بملف الأسرى وإنهاء الحرب في قطاع غزة، يومها الثالث صباح الأربعاء، وسط أجواء متوترة وخلافات حادة حول بعض البنود الجوهرية، وعلى رأسها مطلب حركة حماس باستعادة جثتي يحيى ومحمد السنوار ضمن صفقة تبادل الأسرى التي يجري التفاوض حولها.
انضمام وفد أمريكي رفيع لزيادة الضغط الدبلوماسي
وانضم إلى محادثات شرم الشيخ مبعوثا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، إلى جانب وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات التركية إبراهيم قالن، في محاولة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين.
ويؤكد حضور هذه الشخصيات الرفيعة أن واشنطن تبذل جهودًا مكثفة لحسم الاتفاق خلال الأيام المقبلة، خاصة مع اقتراب المهلة التي حددتها إسرائيل قبل استئناف القتال في غزة.
مطلب حماس: استعادة جثتي السنوار وشروط لوقف النار
وأفادت مصادر قريبة من وفد حركة حماس أن الحركة تُصر على تضمين جثتي يحيى ومحمد السنوار في اتفاق تبادل الأسرى، إلى جانب الإفراج عن كبار القادة الفلسطينيين مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات وعباس السيد وحسن سلامة.
وأكدت المصادر أن حماس تعتبر هذا المطلب رمزياً ووطنياً، باعتبار السنوار من أبرز قادتها العسكريين والسياسيين الذين قادوا الحركة خلال السنوات الماضية، وأن إعادة جثته تمثل مسألة كرامة وطنية وإنسانية لا يمكن التنازل عنها في أي صفقة تبادل.
كما جددت الحركة تأكيدها أن أي اتفاق لن يتم إلا بعد انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من جميع مناطق قطاع غزة، ووجود ضمانات دولية ملزمة لوقف إطلاق النار، مع رفع الحصار بشكل تدريجي وإعادة إعمار المناطق المدمّرة.
الموقف الإسرائيلي: رفض قاطع لمطلب السنوار
من جهتها، أكدت مصادر إسرائيلية أن تل أبيب ترفض إدراج جثتي يحيى ومحمد السنوار في أي اتفاق تبادل، معتبرة أن "من أيديهم ملوثة بالدماء" لا يمكن أن يكونوا جزءًا من صفقة الأسرى.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن إسرائيل رفضت هذا المطلب سابقًا وتعيد تأكيد موقفها الآن، في حين تعتبره حماس اختبارًا لمصداقية الوساطة الدولية وقدرتها على فرض توازن في بنود الاتفاق.
القاهرة والدوحة وأنقرة.. وساطة دقيقة لتفادي الانهيار
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية المصرية أن الجولة الحالية من المفاوضات تركز على مرحلة أولى تشمل تبادل الأسرى وإعادة الانتشار العسكري في غزة، تمهيدًا لاتفاق شامل.
بينما شدد المتحدث باسم الخارجية القطرية على ضرورة الالتزام بخطة ترامب المعدّلة، مشيرًا إلى أن الدوحة تعمل مع القاهرة وواشنطن لتجاوز العقبات "في جو إيجابي نسبيًا".
أما رئيس المخابرات التركية إبراهيم قالن، فقد وصف اللقاءات بأنها "حاسمة للغاية"، داعيًا الأطراف إلى تغليب البعد الإنساني على الحسابات السياسية.
تحذيرات إسرائيلية من استئناف القتال
في المقابل، لوّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستئناف العمليات العسكرية بكثافة إذا لم يتحقق تقدم ملموس خلال الـ48 ساعة المقبلة، قائلاً إن الجيش مستعد “للحسم على الأرض” إذا فشلت المفاوضات.
أجواء متوترة وآمال محدودة
ورغم الضغوط الأمريكية والوساطات الإقليمية، فإن مصادر دبلوماسية وصفت الأجواء داخل الاجتماعات بأنها "إيجابية بحذر"، مشيرة إلى أن مطلب حماس بإدراج جثة السنوار تحوّل إلى نقطة اختبار رئيسية قد تحدد مصير المفاوضات بالكامل.
ويخشى الوسطاء أن يؤدي تمسك الطرفين بمواقفهما القصوى إلى انهيار الجولة الحالية، مما قد يُشعل جولة جديدة من التصعيد العسكري في غزة.
خلاصة الموقف:
-
مطلب حماس باستعادة جثتي يحيى ومحمد السنوار أصبح محور الخلاف الأكبر في مفاوضات شرم الشيخ.
-
إسرائيل ترفض بشدة إدراج هذا البند ضمن الصفقة، وتربط أي تقدم بإطلاق جميع الرهائن أولاً.
-
الوسطاء الإقليميون والدوليون يسابقون الزمن لإنقاذ المحادثات من الانهيار قبل انتهاء المهلة المحددة.
-
-
من هو يحيى السنوار؟.. القائد الذي أصبح "رمزًا" في مفاوضات غزة
-
يُعد يحيى السنوار أحد أبرز القادة التاريخيين في حركة حماس، وواحدًا من أكثر الشخصيات تأثيرًا في مسار الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي خلال العقدين الأخيرين. وُلد السنوار في مدينة خان يونس عام 1962، ودرس اللغة العربية في الجامعة الإسلامية بغزة، قبل أن ينخرط مبكرًا في العمل التنظيمي والسياسي داخل الحركة.
تعرّض السنوار للاعتقال أكثر من مرة في السجون الإسرائيلية، حيث قضى نحو 23 عامًا خلف القضبان قبل الإفراج عنه في صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011 التي أُطلق بموجبها سراح أكثر من ألف أسير فلسطيني مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
بعد خروجه، سرعان ما صعد إلى القيادة السياسية والعسكرية لحركة حماس، حتى أصبح في عام 2017 رئيسًا للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة. عُرف بصرامته الشديدة داخل التنظيم، وبأنه "مهندس العلاقة بين الجناحين السياسي والعسكري" في الحركة، وكان يُنظر إليه كـ"العقل المدبّر" لعدد من التحركات الميدانية التي غيّرت موازين الصراع مع إسرائيل.
خلال الحرب الأخيرة في غزة، كانت إسرائيل قد أعلنت في بياناتها الرسمية أن يحيى السنوار قُتل خلال عملية عسكرية دقيقة، وهو ما أكدته لاحقًا جهات استخباراتية إسرائيلية وأمريكية بعد تحليل الحمض النووي للجثة. إلا أن حماس لم تؤكد الواقعة رسميًا، بل استخدمتها كورقة ضغط في المفاوضات الحالية، مطالبة بـاستعادة جثته وشقيقه محمد السنوار ضمن صفقة التبادل.
وبذلك، أصبح اسم يحيى السنوار حاضرًا بقوة في كل تفاصيل المشهد السياسي والميداني، ليس فقط كقائد راحل، بل كـرمز للتمسك بالكرامة الوطنية وورقة تفاوضية حساسة قد تحدد مستقبل اتفاق وقف الحرب في غزة.