تضحيات لا تتوقف.. الهلال الأحمر يعلن استشهاد 29 من أفراده في غزة منذ اندلاع العدوان

في بيان مؤلم يحمل أصداء الألم والعجز، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية اليوم الثلاثاء، 7 أكتوبر 2025، عن ارتقاء 29 شهيدًا من طواقمها في قطاع غزة، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها القطاع منذ عامين.
وقالت الجمعية، في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، إن الشهداء سقطوا أثناء أداء واجبهم الإنساني والطبي، في ظروف مأساوية ووسط تجاهل صارخ للقانون الدولي الإنساني من قبل قوات الاحتلال، مؤكدة أن طواقم الإسعاف تم استهدافها بشكل مباشر، دون أي احترام لشعار الهلال الأحمر المحمي دوليًا.
اغتيال الطواقم الطبية.. مأساة تتكرر
كشفت الجمعية عن جريمة مروّعة ارتُكبت في يناير 2025، حيث تم اغتيال مسعفين أثناء محاولتهما إنقاذ الطفلة هند رجاب (5 أعوام) وعائلتها، ليلقوا حتفهم في مشهد مؤلم هز الضمير الإنساني. كما تم اغتيال ثمانية من أفراد طواقم الإسعاف ودفنهم مع سياراتهم خلال مارس الماضي، في واحدة من أكثر الوقائع وحشية.
مستشفيات مدمرة ومراكز مغلقة
أضاف البيان أن العديد من المستشفيات والمراكز الطبية التابعة للهلال الأحمر في قطاع غزة توقفت عن العمل، بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت بها نتيجة القصف، إلى جانب أوامر الإخلاء القسري التي صدرت عن قوات الاحتلال، ما أدى إلى تدهور الوضع الصحي والإنساني بشكل خطير.
غزة.. مأساة إنسانية مستمرة
أشارت الجمعية إلى أن معاناة سكان قطاع غزة بلغت مستويات غير مسبوقة، حيث تغطي رائحة الموت كل زاوية، وتملأ أنقاض المنازل والمدارس والبنى التحتية المشهد العام، وسط نقص حاد في الوقود، والماء، والدواء، وقيود مشددة على دخول المساعدات الإنسانية.
جهود في قلب الموت
رغم الظروف القاتلة، أكدت الجمعية أن الطواقم الإنسانية والطبية، بمن فيهم متطوعوها وموظفوها، يواصلون أداء مهامهم، معرضين حياتهم للخطر بشكل يومي في سبيل إنقاذ الأرواح، مؤكدة أن هذه الجهود تُبذل في ظل انهيار كامل لاحترام قواعد القانون الدولي الإنساني.
يونس الخطيب: "آن للعالم أن يوقف المجزرة"
وفي ختام البيان، قال رئيس الجمعية، يونس الخطيب:
"لقد حان الوقت كي يوقف العالم هذه المقتلة في قطاع غزة، ويُنهي هذا الدمار العبثي، ويُغلق هذه الصفحة السوداء من التاريخ، ويضمن بدلًا من ذلك أن تسود الإنسانية والعدالة والكرامة في فلسطين."