صدمة في إسرائيل بعد دعوة ترامب لوقف القصف فورًا عقب رد «حماس»

شهدت الأوساط السياسية والإعلامية في إسرائيل صدمة قوية مساء السبت، عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبوله برد حركة المقاومة الإسلامية «حماس» واعتباره بمثابة موافقة على خطته لوقف الحرب في غزة.
ترامب يطالب إسرائيل بوقف إطلاق النار
في تغريدة نشرها عبر منصته «تروث سوشيال»، قال ترامب:
«استنادًا إلى البيان الذي أصدرته حماس للتو، أعتقد أنهم مستعدون لسلام دائم. يجب على إسرائيل أن توقف فورًا قصف غزة، حتى نتمكن من إخراج الرهائن بأمان وسرعة! الوضع الآن خطير جدًا للقيام بذلك».
هذا التصريح مثل تحولًا مفاجئًا في الموقف الأمريكي، حيث بدا أن واشنطن – ممثلة بترامب – تضغط لأول مرة بشكل مباشر على إسرائيل لوقف القصف، خلافًا للنهج التقليدي القائم على دعم العمليات العسكرية الإسرائيلية.
صدمة في الحكومة الإسرائيلية
وفقًا للقناة 12 الإسرائيلية، فوجئ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بموقف ترامب، إذ كان يتوقع رفضًا من جانب حماس يتيح له الاستمرار في الحرب تحت الغطاء الأمريكي.
وأكد مسؤول إسرائيلي أن نتنياهو اعتبر رد حماس رفضًا ضمنيًا، إلا أن المستويات الأمنية التي تتعامل مع ملف الرهائن رأت في الرد «إيجابية يمكن البناء عليها».
الإعلام الإسرائيلي: «المرة الأولى التي تُفرض فيها قيود»
أفردت وسائل الإعلام الإسرائيلية تغطية واسعة للرد الأمريكي، حيث علّقت مراسلة القناة 12، دافنا ليئيل، بأن الأهم هو أن ترامب يطالب إسرائيل بالامتناع عن إطلاق النار حتى انتهاء المفاوضات، وهو ما كانت إسرائيل تخشاه منذ بداية الحرب.
أما هيئة البث الإسرائيلية فنقلت عن غيلي كوهين قولها:
«ترامب لا يكتفي باعتبار رد حماس قبولاً، بل هو مستعد للتفاوض معها على شروط التنفيذ. هذه سابقة، حيث يفرض الرئيس الأمريكي عمليًا وقفًا لإطلاق النار بينما الجيش الإسرائيلي في عمق غزة».
المعارضة الإسرائيلية: فرصة تاريخية
في المقابل، رحب زعيم المعارضة يائير لابيد بموقف ترامب، مؤكدًا أن هناك فرصة غير مسبوقة لإنهاء الحرب وإطلاق سراح الرهائن. وقال عبر منصة «إكس»:
«على إسرائيل أن تعلن انضمامها إلى المناقشات التي يقودها ترامب لوضع اللمسات الأخيرة على الصفقة».
انقسام داخلي في إسرائيل
بينما يرى جناح نتنياهو أن ترامب وقع في «فخ بيان حماس»، حسب وصف القناة 14 المحسوبة على اليمين، يرى مسؤولون آخرون أن اللحظة تمثل اختبارًا صعبًا للعلاقات الأمريكية-الإسرائيلية، إذ سيجد نتنياهو صعوبة في رفض مطالب ترامب وهو الداعم الدولي الأكبر له.
إسرائيل كانت تراهن على رفض الحركة للخطة الأمريكية
رد «حماس» قلب التوقعات رأسًا على عقب، إذ كانت إسرائيل تراهن على رفض الحركة للخطة الأمريكية. إلا أن قبول ترامب برد الحركة ووصفه بـ«القبول بخطة السلام» وضع الحكومة الإسرائيلية أمام مأزق جديد، بين ضغط أمريكي غير مسبوق لوقف القتال، وضغوط داخلية من جانب متطرفي حكومة نتنياهو ترفض أي تفاوض دون استمرار العمليات العسكرية.