ترامب ينشر قبول حماس خطتة وخطاب مصور للرد علي الموافقة- تفاصيل وردود الأفعال

أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مساء الجمعة أنها سلمت عبر الوسطاء ردها الرسمي على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن وقف الحرب في قطاع غزة. الرد الذي وُصف بأنه "نعم ولكن"، فتح الباب أمام جدل واسع بين الأوساط السياسية والإعلامية، فيما ظل الموقف الإسرائيلي الرسمي صامتًا حتى اللحظة.
تفاصيل قبول حماس لخطة ترامب
جاء في بيان الحركة أنها تقدر الجهود الدولية والعربية والإسلامية، بما في ذلك مساعي الرئيس الأمريكي، من أجل وقف الحرب في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ووقف التهجير.
وأبرز ما ورد في البيان:
-
الموافقة على إطلاق جميع الرهائن الإسرائيليين، أحياءً وجثامين، وفق صيغة التبادل التي تضمنتها الخطة الأمريكية.
-
تسليم إدارة قطاع غزة لهيئة فلسطينية من التكنوقراط المستقلين، شريطة أن تكون منبثقة عن توافق وطني فلسطيني وتحظى بدعم عربي وإسلامي.
-
رفض الاحتلال الدائم للقطاع ورفض التهجير القسري للفلسطينيين.
-
إرجاء النقاش بشأن مستقبل غزة وحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية إلى إطار وطني جامع، يستند إلى القوانين الدولية والقرارات الأممية.
ترامب ينشر رد حماس.. والبيت الأبيض يعلّق
في خطوة غير مسبوقة، نشر ترامب بيان حماس كاملاً على صفحته بمنصة "تروث سوشيال"، ثم أعاد نشره لاحقًا على منصة "إكس" بدون أي تعليق.
المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت وصفت الرد بأنه قبول صريح بخطة ترامب، مؤكدة أن الرئيس الأمريكي يسجل خطابًا مصورًا للرد على حماس، سيُعرض خلال الساعات المقبلة.
وكان ترامب قد منح الحركة مهلة حتى العاشرة مساء الأحد بتوقيت غرينتش للقبول بالخطة، محذرًا من فتح "أبواب الجحيم" في حال الرفض.
الموقف الإسرائيلي والإعلام العبري
رغم أن الحكومة الإسرائيلية التزمت الصمت بسبب عطلة السبت، إلا أن الإعلام العبري انشغل بالحدث:
-
صحيفة "معاريف": أشارت إلى أن حماس وافقت من حيث المبدأ لكنها تسعى إلى تعديل بعض البنود، ووصفت الرد بـ"نعم ولكن".
-
صحيفة "يديعوت أحرونوت": ركزت على أن القضية الأهم بالنسبة لإسرائيل – الإفراج عن الرهائن – تم تضمينها في موافقة الحركة.
-
محللون إسرائيليون وصفوا الرد بأنه يرمي الكرة في ملعب ترامب، باعتبار أن تفاصيل التنفيذ ستكون الفيصل في المرحلة المقبلة.
الأبعاد السياسية للرد
-
قبول حماس يوحي بمرونة سياسية غير مسبوقة، لكنه في الوقت ذاته يحمل شروطًا تؤجل حسم قضايا جوهرية مثل مستقبل القطاع ونزع السلاح.
-
نشر ترامب للبيان على حساباته الخاصة يُعد رسالة ثقة بأنه يرى في رد حماس خطوة إيجابية تعزز صورته كـ"صانع سلام"، حتى لو كان الأمر لا يزال بحاجة إلى مفاوضات طويلة.
-
من المتوقع أن يواجه الرد انقسامات داخل إسرائيل بين من يرحبون بصفقة الرهائن ومن يرفضون أي انسحاب أو اتفاق مع حماس.
الكرة في ملعب ترامب
رد حماس على خطة ترامب لا يعني نهاية الحرب، لكنه يمثل اختراقًا في جدار الجمود السياسي والعسكري. فالحركة أبدت استعدادها لتنازلات مهمة مثل الإفراج عن الرهائن وتسليم إدارة القطاع، لكنها ربطت القضايا الكبرى مثل مستقبل غزة وحقوق الفلسطينيين بإطار وطني جامع.
وبذلك، تصبح الكرة الآن في ملعب ترامب، الذي عليه أن يثبت أن خطته ليست مجرد مناورة انتخابية، بل خارطة طريق حقيقية نحو وقف إطلاق النار وإنقاذ غزة من الجحيم.