«زاد العزة» تواصل رسالتها.. القافلة الـ 44 من المساعدات الإنسانية تنطلق من مصر إلى غزة عبر رفح

في صباح الثلاثاء 30 سبتمبر 2025، دبت الحياة في ساحة ميناء معبر رفح البري، حيث تحركت شاحنات قافلة المساعدات الإنسانية الـ44 التابعة لمبادرة "زاد العزة.. من مصر إلى غزة"، متجهة نحو منفذ كرم أبو سالم على الحدود الشرقية لقطاع غزة.
القافلة، التي تحوّلت إلى رمز للصمود والتضامن العربي، انطلقت محمّلة بالأمل والغذاء والدواء، في مشهد بات يتكرر وسط استمرار الأزمة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون داخل القطاع المحاصر.
آلاف الأطنان من المساعدات
أكد مصدر مسؤول من داخل ميناء رفح أن القافلة تحمل آلاف الأطنان من المساعدات الإغاثية العاجلة، تشمل:
-
مستلزمات إيواء للنازحين
-
سلاسل غذائية من دقيق وزيوت وألبان
-
أدوية ومستلزمات طبية
-
ثلاث شاحنات وقود تمثل ضرورة حيوية للمستشفيات والمخابز والبنية الأساسية المنهكة في القطاع
يُذكر أن هذه القافلة تأتي استكمالًا لجهود الهلال الأحمر المصري، الذي أطلق المبادرة في 27 يوليو الماضي، لتقديم دعم مستدام لأهالي غزة، شمل حتى الآن عشرات القوافل، وما زالت الجهود متواصلة.
غزة تحت النار والحصار
تأتي هذه القافلة في وقتٍ يعاني فيه قطاع غزة من أزمة إنسانية خانقة. فمنذ 2 مارس 2025، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق المعابر كافة بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، دون التوصل إلى اتفاق جديد يُثبّت التهدئة.
وفي 18 مارس الماضي، اخترقت قوات الاحتلال الهدنة مجددًا عبر قصف جوي عنيف، أعقبه توغل بري في مناطق سبق أن انسحبت منها. ومنذ ذلك الحين، تمنع إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية، والوقود، ومستلزمات الإيواء، حتى لأولئك الذين فقدوا منازلهم بسبب الحرب.
كما رفضت السلطات الإسرائيلية إدخال المعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الأنقاض، مما أعاق أي تحرك فعلي نحو إعادة الإعمار في القطاع المدمر.
آلية دولية مشوهة ورفض واسع
وفي محاولة للالتفاف على المطالبات الإنسانية، سمحت سلطات الاحتلال في مايو الماضي بإدخال كميات محدودة جدًا من المساعدات، وذلك ضمن آلية وضعتها بالتعاون مع شركة أمنية أمريكية.
هذه الآلية وُوجهت برفض صريح من:
-
وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)
-
منظمات الأمم المتحدة
-
الهيئات الإنسانية الدولية
الرفض جاء بسبب مخالفة تلك الآلية للمعايير والاتفاقات الدولية الخاصة بإيصال المساعدات الإنسانية في مناطق النزاع.
مصر.. شريان حياة لغزة
رغم التعنت الإسرائيلي ومحاولات الحصار الممنهج، تواصل مصر دورها التاريخي والإنساني، فاتحة معبر رفح لتقديم الدعم الغذائي والطبي واللوجستي لأبناء القطاع، وسط جهود متواصلة من الحكومة المصرية، وجمعيات الهلال الأحمر، والجهات الرسمية لتسهيل عبور المساعدات.
ومع كل شاحنة تعبر الحدود، تحمل القافلة رسالة قوية:
أن غزة ليست وحدها، وأن الشعب المصري سيبقى عونًا وسندًا لأشقائه في أوقات المحنة.
"زاد العزة": اسم على مسمى
المبادرة التي حملت اسم "زاد العزة" لم تكن مجرد عنوان، بل تحوّلت إلى رمز للمقاومة الإنسانية في وجه الاحتلال. فهي تعبّر عن إرادة مصرية خالصة، بأن العزة ليست فقط في السلاح، بل في الخبز والدواء والدعم الإنساني الذي يصنع الفرق في حياة المحاصرين.
تساؤلات مفتوحة.. ومستقبل غامض
وبينما تتواصل القوافل وتُبذل الجهود، يبقى السؤال الأهم معلقًا:
إلى متى ستظل المساعدات تمرّ عبر خيط رفيع من الأمل؟
ومتى يتحقق العدل والكرامة والحرية لأهالي غزة؟
حتى ذلك الحين، ستظل قوافل زاد العزة تمضي في طريقها، محملة بما هو أكبر من الطعام والدواء… محمّلة بإرادة حياة لا تُقهر.