إسرائيل تصعّد الحرب النفسية عبر منشورات دعائية في غزة

تداول ناشطون في قطاع غزة صورًا لملصق دعائي وزعه جيش الاحتلال الإسرائيلي تحت عنوان "الواقع". هذا المنشور الذي ظهر في أحياء عدة من المدينة يحمل رسائل تهديد مباشرة، في وقت يتواصل فيه العدوان الإسرائيلي على القطاع بلا هوادة.
محتوى المنشور: رسائل تهديد صريحة
الملصق، بحسب ما نقلت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية، تضمن في واجهته صورة مبنى تم استهدافه مؤخرًا في قطر، وإلى جانبه العبارة التهديدية:
"الحساب ما زال مفتوحًا".
أما الصفحة الخلفية فقد وجهت تحذيرات مباشرة إلى مكاتب الصرافة والتجار في غزة، جاء فيها:
"من يواصل التجارة مع حماس لن يتلقى إنذارًا إضافيًا، والسؤال ليس (هل) وإنما (متى) سيدفع حياته ثمنًا لذلك".
المنشور أشار أيضًا إلى حادثة اغتيال الصراف إبراهيم أبو كويك في 28 أغسطس/ آب الماضي، وأرفق رسمة كاريكاتورية لقيادي في حركة حماس مقطوع الرأس، وتحته عبارة:
"حماس فكرة، والفكرة لا تموت أبدًا".
وفي فقرة أخرى من التحذير، كتب جيش الاحتلال:
"افهموا الحقيقة: حماس لا تمثل مستقبلًا، بل دمارًا وموتًا. احموا أنفسكم وعائلاتكم. أبو كويك وشركاؤه دفعوا حياتهم ثمنًا لذلك".
سياق الحرب النفسية
هذه المنشورات ليست الأولى من نوعها، إذ اعتاد الاحتلال الإسرائيلي على استخدام الحرب الإعلامية والنفسية كسلاح موازٍ للقصف الجوي والبري. الهدف، وفق خبراء، هو بث الخوف والانقسام داخل المجتمع الفلسطيني، خصوصًا بين الأوساط الاقتصادية والتجارية التي يعتمد عليها السكان في ظل الظروف المعيشية القاسية.
ويرى محللون أن هذه الرسائل تأتي في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على إسرائيل لإنهاء حربها المستمرة منذ نحو عامين، ما يجعلها تسعى إلى فرض خطاب الترهيب للتأثير على مواقف الشارع الغزّي.
استمرار العدوان على الأرض
بالتوازي مع نشر هذه الملصقات، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته على قطاع غزة. فقد أفادت مصادر محلية بوقوع غارات جوية وقصف مدفعي عنيف استهدف مباني سكنية ومؤسسات مدنية في عدة أحياء من مدينة غزة، وسط توغل بري للدبابات الإسرائيلية في محاور رئيسية داخل المدينة.
وأشارت التقارير إلى أن أصوات الانفجارات هزّت مناطق واسعة، فيما اضطر مئات العائلات للنزوح مجددًا إلى مناطق أقل تعرضًا للقصف، رغم انعدام الأمن في مختلف أنحاء القطاع.
حصيلة الشهداء والجرحى
من جانبها، أعلنت "وزارة الصحة" في غزة أن ما لا يقل عن 50 فلسطينيًا استشهدوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، فيما أصيب نحو 184 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
وبحسب الإحصائيات الرسمية، ارتفعت الحصيلة منذ بدء العدوان في أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى:
-
66,055 شهيدًا غالبيتهم من المدنيين.
-
168,346 جريحًا بينهم نساء وأطفال.
قراءة في الرسائل الإسرائيلية
يرى مراقبون أن اعتماد جيش الاحتلال على هذه المنشورات الدعائية يهدف إلى:
-
كسر الروح المعنوية للسكان عبر استهداف التجار ومصادر الرزق.
-
عزل حركة حماس اقتصاديًا من خلال ترهيب من يتعامل معها.
-
تعزيز سياسة العقاب الجماعي التي تمارسها إسرائيل منذ سنوات ضد سكان القطاع.
لكن هذه الحرب النفسية، وفق محللين فلسطينيين، لن تنجح في تحقيق أهدافها، حيث أظهرت تجارب سابقة أن المجتمع الغزّي يزداد تماسكا كلما اشتدت الضغوط، وأن مثل هذه التهديدات تعكس حالة التخبط الإسرائيلي في ظل الفشل في تحقيق "نصر عسكري حاسم".
الحرب النفسية عبر المنشورات الدعائية
ما بين القصف الميداني المكثف والحرب النفسية عبر المنشورات الدعائية، تواصل إسرائيل سياسة الضغط الشامل على غزة، في وقت يعيش فيه السكان أوضاعًا إنسانية كارثية.
وبينما تواصل آلة الحرب الإسرائيلية حصد المزيد من الأرواح، يتشبث الفلسطينيون بحقهم في الحياة والكرامة، رافضين الانصياع لسياسة الترهيب والتهديد التي يحاول الاحتلال فرضها عبر السماء والأرض والإعلام.