بوجود المتطرفين على الجانبين يصبح حلم السلام بعيد.. سموتريتش يهاجم خطة ترامب ونتنياهو ويحذر من تكرار مأساة غزة

يظل حلم السلام في الشرق الأوسط بعيد المنال مع تصاعد مواقف التشدد على طرفي الصراع. وجاءت أحدث الإشارات على ذلك من داخل حكومة الاحتلال نفسها، حيث شن وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش هجومًا لاذعًا على خطة السلام التي أعلنها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وأيدها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. تصريحات سموتريتش عكست حالة من الرفض داخل أوساط اليمين الإسرائيلي لأي حلول سياسية قد تعيد للأذهان مفاهيم "أوسلو"، وهو ما يجعل مستقبل أي مسار تفاوضي أكثر تعقيدًا.
هجوم على خطة ترامب ونتنياهو
في منشور مطوّل على منصة إكس (تويتر سابقًا)، وصف سموتريتش الخطة بأنها "فشل دبلوماسي مدوّ" وإغفال تام لدروس هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، معتبرًا أن السير في هذا الاتجاه لن يجلب سوى "الدموع"، وأن الجيل القادم من الإسرائيليين "سيُجبر على القتال مجددًا في غزة".
نقد لسياسة الاعتماد على الآخرين
شدد سموتريتش على أن أمن إسرائيل لا يمكن أن يوضع "في يد أطراف خارجية"، محذرًا من الاعتماد على "أوهام" بأن المجتمع الدولي أو الدول الإقليمية ستقوم بالعمل نيابة عن إسرائيل. وأضاف: "بعد عامين من التضحيات والبطولات والإنجازات، لا يمكن استبدال الحقائق الميدانية بأوهام سياسية أو الاكتفاء باحتفالات دبلوماسية براقة".
رفض حل الدولتين والمفاهيم القديمة
الوزير اليميني انتقد بشدة أي حديث عن "حل الدولتين" أو عن "فلسطينيين يحكمون فلسطينيين"، بل ورفض حتى مقترح وجود شرطة فلسطينية تتدرب في مصر والأردن مع إشراك قطر كطرف مركزي. واعتبر أن ذلك كله مجرد عودة إلى "مفاهيم أوسلو القديمة" التي وصفها بأنها "إضاعة تاريخية لفرصة التحرر منها".
تحذيرات من المستقبل
أكد سموتريتش أن هذه الخطة لن تؤدي إلا إلى إعادة إنتاج دائرة العنف، قائلًا: "برأيي هذا الطريق سينتهي بالبكاء، وأطفالنا سيضطرون للقتال مجددًا في غزة". واستشهد بمقولة منسوبة إلى آينشتاين تصف الجنون بأنه "تكرار نفس الأفعال وانتظار نتائج مختلفة"، في إشارة إلى أن تكرار السياسات السابقة لن يؤدي إلى نتائج مغايرة.
دلالات الموقف وانقسام داخل حكومة الأحتلال
تصريحات سموتريتش تمثل رسالة واضحة حول الانقسامات داخل حكومة الاحتلال، إذ أن اليمين المتطرف يرى أي تنازل سياسي بمثابة تهديد للأمن القومي. وفي المقابل، فإن الجانب الفلسطيني بدوره يرفض أي خطط لا تتضمن حقوقًا واضحة مثل تقرير المصير وإنهاء الاحتلال. وبهذا، تصبح أي مبادرة دولية للسلام أو التهدئة محاصرة بين متطرفين على الجانبين، ما يعقّد فرص الوصول إلى تسوية شاملة.
عراقيل في وجه السلام
يبدو أن الطريق إلى السلام في المنطقة ما يزال طويلًا ومعقدًا، وأن وجود أصوات متطرفة مؤثرة مثل سموتريتش داخل الحكومة الإسرائيلية يعرقل أي إمكانية لتحقيق اختراق سياسي. وبينما يصر الفلسطينيون على حقوقهم التاريخية، ويتمسك اليمين الإسرائيلي برفض أي تنازلات، يبقى حلم السلام بعيدًا ما لم تُوجد إرادة سياسية دولية قوية قادرة على تجاوز التشدد من كلا الطرفين.