موجة الاعترافات بدولة فلسطين وتراجع صورة إسرائيل عالميًا تحت سيطرة اليمين المتطرف

تصاعد الاعترافات الدولية بدولة فلسطين
شهد العالم خلال الأسابيع الأخيرة موجة غير مسبوقة من الاعترافات الدولية بدولة فلسطين، شملت بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال، مع توقع انضمام دول أخرى في الجمعية العامة للأمم المتحدة. هذه الخطوة وصفتها الأوساط القانونية والسياسية بأنها غير قابلة للتراجع في القانون الدولي، إذ يعزز الاعتراف حضور فلسطين كدولة قائمة حتى دون موافقة إسرائيل.
إسرائيل واليمين المتطرف.. أزمة داخلية وصورة خارجية
يأتي هذا التطور بينما تزداد هيمنة اليمين الإسرائيلي المتطرف على المشهد السياسي بقيادة شخصيات مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، الذين يدفعون علنًا نحو ضم الضفة الغربية وتفكيك السلطة الفلسطينية. هذه المواقف المتشددة لا تؤثر فقط على الداخل الإسرائيلي، بل تزيد من عزل إسرائيل دوليًا وتؤكد للعالم صورة "دولة الاحتلال" التي تمارس سياسات الاستيطان والتهجير والإبادة في غزة.
المذابح في غزة.. نقطة التحول للرأي العام العالمي
منذ السابع من أكتوبر 2023، أدت الحرب الإسرائيلية على غزة إلى استشهاد عشرات الآلاف معظمهم من النساء والأطفال. هذه الجرائم، التي وصفتها عدة منظمات حقوقية ودولية بـ"الإبادة الجماعية"، لعبت دورًا رئيسيًا في تغيير بوصلة الرأي العام العالمي. فقد خرجت تظاهرات ضخمة في أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا دعماً لفلسطين، وهو ما جعل الحكومات الغربية تواجه ضغوطًا داخلية دفعتها للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
الضغوط على الولايات المتحدة
ورغم هذا الزخم الدولي، تظل الولايات المتحدة الاستثناء الوحيد بين القوى الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين. غير أن تصاعد الاعترافات الأوروبية يعزز الضغوط على واشنطن، خصوصًا أن استمرار دعمها الأعمى لإسرائيل يضر بسمعتها كراعٍ مزعوم للسلام، ويضعها في مواجهة مباشرة مع الرأي العام الدولي.
مخاطر العقوبات الأوروبية على إسرائيل
يحذر خبراء القانون والسياسة في إسرائيل من أن أي خطوة ضم جديدة في الضفة الغربية قد تُعرض إسرائيل إلى عقوبات أوروبية اقتصادية وتعليمية وثقافية ورياضية، فضلًا عن تضرر الصادرات الإسرائيلية إلى القارة الأوروبية. ومع استمرار جرائم غزة، يزداد الضغط على الاتحاد الأوروبي لاتخاذ إجراءات عقابية تتجاوز البيانات الدبلوماسية.
التحول السياسي العالمي
يمكن القول إن الاعترافات الجديدة، إلى جانب صعود اليمين الإسرائيلي المتطرف، تضع إسرائيل أمام أزمة وجودية سياسية وأخلاقية. فهي تفقد تدريجيًا قدرتها على تبرير سياساتها العدوانية، فيما تتحول القضية الفلسطينية إلى قضية عالمية عادلة، تعززها صور المذابح في غزة، وتترجمها القرارات الدبلوماسية المتلاحقة.