يديعوت أحرونوت: إسرائيل تحشد آلاف الجنود على الحدود الأردنية وتؤسس فرقة جديدة بعد دروس 7 أكتوبر

ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوتالإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي قرر حشد آلاف من جنوده على طول الحدود مع الأردن وسط ما وصفته بـ"مخاوف من تكرار عملية تسلل جماعية شبيهة بما وقع في 7 أكتوبر 2023". ويأتي هذا التحرك في إطار إنشاء فرقة "جلعاد" (96) أو ما يُعرف بالفرقة الشرقية، لتأمين أطول حدود لإسرائيل والتي تمتد لأكثر من 500 كيلومتر.
حدود طويلة وصعبة الإغلاق
تشير الصحيفة إلى أن الحدود مع الأردن غير محصنة بالكامل:
-
بعضها مفتوح بلا سياج.
-
أجزاء أخرى بأسوار مثقبة.
-
انتشار التهريب لعقود، بدعم جهات إقليمية مثل إيران.
ورغم تعزيز المراقبة بالكاميرات وأجهزة الاستشعار، يقر قادة الجيش بأن إغلاق جميع الثغرات أمر شبه مستحيل. المهربون والجماعات المسلحة يغيرون تكتيكاتهم باستمرار، ما يجعل المهمة أكثر صعوبة.
حشد غير مسبوق من الاحتياط
حتى الآن، انضم 12 ألف جندي احتياط طواعية إلى الفرقة الجديدة، عادوا للخدمة لتعزيز القوات النظامية.
-
أُنشئ فوج استخباراتي سيكتمل تدريبه بحلول 2027.
-
أُدخلت مركبات (JLTV) الحديثة بدلًا من "هامفي"، لمواجهة تضاريس غور الأردن.
-
نساء مجندات ضمن الوحدات الجديدة كـ"مضاعفات قوة" في الاستجابة للحوادث المفاجئة.
خطوط دفاع متعددة
الجيش الإسرائيلي أنشأ طبقات دفاعية على طول الحدود:
-
إعادة تشغيل مواقع "خط المياه" القديمة قرب الحدود.
-
استكمال السياج العازل (رغم أنه لم يكتمل بعد).
-
إنشاء خط أول من المستوطنات في غور الأردن، حيث صادق مجلس الوزراء على 22 مستوطنة جديدة، إضافة إلى مزارع زراعية ونُوى شبابية.
-
ربط المنطقة بمحور "آلون" لتعزيز الحركة والربط بوسط البلاد.
سيناريوهات التهديد المحتملة
بحسب يديعوت أحرونوت، لا يتخوف الجيش من الأردن نفسه، بل من احتمالات:
-
تسلل ميليشيات عراقية.
-
مسلحين فلسطينيين.
-
خلايا حوثية قد تحاول اختراق الحدود الشرقية.
وترى هيئة الأركان أن حتى عشرات المسلحين قد يتمكنون من تنفيذ هجمات داخل إسرائيل بسرعة، إذا لم تتوافر معلومات استخباراتية مسبقة.
تصريحات عسكرية لافتة
-
اللواء آفي بلوط قائد القيادة المركزية:
"في 7 أكتوبر فشلنا في حماية مواطنينا، ولن نسمح بتكرار ذلك. تغير المفهوم الأمني لإسرائيل جذريًا منذ ذلك اليوم."
-
العميد أورين سيمحا قائد فرقة جلعاد:
"إنشاء فرقة جديدة بعد 46 عامًا هو درس مباشر من فشل 7 أكتوبر. نحن نبني قدراتنا لسنوات قادمة بدعم من جنود الاحتياط الذين يمثلون جيش الشعب."
البعد السياسي والاستيطاني
إلى جانب التعزيز العسكري، تشهد المنطقة اندفاعة استيطانية غير مسبوقة:
-
قرار حكومي بإنشاء 22 مستوطنة جديدة في الضفة وغور الأردن.
-
تخصيص 80 مليون شيكل كموازنة أولية للتوسع الاستيطاني.
-
خطة خمسية قيد الإعداد لتثبيت "السيطرة الصهيونية" على الحدود الشرقية.
شرق الأردن كجبهة جديدة
التقرير يعكس قناعة إسرائيلية بأن غور الأردن لم يعد مجرد منطقة استراتيجية بل "الجبهة الشرقية" الحقيقية. ومع أن عمان وتل أبيب تتقاسمان مصالح في منع الفوضى والتهريب، إلا أن تل أبيب تتحسب لسيناريوهات تسلل من الشرق، وتتعامل معها كخطر داهم يتطلب تغييرًا جذريًا في العقيدة العسكرية والاستيطانية لدي سلطة الأحتلال الأسرائيلي.