أحمد الشرع يعزّي ترامب في مقتل جنود أمريكيين بتدمر ويؤكد التزام دمشق بمحاربة داعش وتعزيز الاستقرار
بعث الرئيس السوري أحمد الشرع، يوم الأحد، برقية تعزية رسمية إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعرب فيها عن خالص تعازيه في مقتل جنود أمريكيين خلال الهجوم الإرهابي الذي استهدف قوات أمريكية في ريف حمص، وتحديدًا مدينة تدمر.
وجاءت البرقية في أعقاب إعلان وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) مقتل جنديين أمريكيين ومترجم مدني، وإصابة ثلاثة آخرين، في عملية وُصفت بأنها كمين نفذه تنظيم داعش الإرهابي، ما أعاد ملف مكافحة الإرهاب في سوريا إلى الواجهة الدولية من جديد.
الشرع: ندين الحادث ونلتزم بحماية الأمن والاستقرار
أكد الرئيس أحمد الشرع، في برقية التعزية، إدانة الجمهورية العربية السورية الشديدة لهذا الحادث المؤسف، مشددًا على:
-
التزام سوريا بالحفاظ على الأمن والسلامة
-
مواصلة العمل من أجل تعزيز الاستقرار في سوريا والمنطقة
-
الوقوف ضد كل أشكال الإرهاب والتطرف العنيف
كما عبّر الرئيس السوري عن تضامن سوريا الكامل مع عائلات الضحايا، مؤكدًا أن استهداف القوات الدولية المشاركة في مكافحة الإرهاب يمثل تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي.
البنتاغون: داعش نفذ كمينًا «جبانًا» في تدمر
أعلن البنتاغون، يوم السبت، أن تنظيم داعش الإرهابي نفذ عملية وُصفت بـ«الجبانة» في مدينة تدمر السورية، أسفرت عن:
-
مقتل جنديين أمريكيين
-
مقتل مترجم مدني
-
إصابة ثلاثة آخرين
وأكدت القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) أن الهجوم جاء نتيجة كمين نصبه مسلح من داعش، مشيرة إلى أن القوات الأمريكية اشتبكت مع المنفذ وقامت بتصفيته في موقع العملية.
ترامب: الحكومة السورية قاتلت معنا ضد داعش
في موقف لافت، صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الأحد، بأن:
«الحكومة السورية والرئيس أحمد الشرع قاتلوا إلى جانب الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش الإرهابي».
وأعاد ترامب التأكيد على موقفه من هجوم تدمر، قائلًا:
«سنُلحق ضررًا بالغًا بمنفذي الهجوم على قواتنا في سوريا، والذي دبره ونفذه تنظيم داعش، وليس الحكومة السورية».
وتُعد هذه التصريحات إقرارًا أمريكيًا رسميًا بالتعاون الأمني مع دمشق في ملف مكافحة داعش، في تحول سياسي مهم مقارنة بالسنوات الماضية.
عملية أمنية «نوعية وحاسمة» في تدمر
في سياق الرد على الهجوم، أعلنت وزارة الداخلية السورية تنفيذ عملية أمنية نوعية وحاسمة في مدينة تدمر، استهدفت تفكيك خلايا إرهابية ومنع تكرار مثل هذه العمليات.
وأكدت الوزارة في بيان رسمي أن:
-
استهداف مؤسسات الدولة لن يمر دون رد
-
الأجهزة الأمنية تمتلك جاهزية كاملة وقدرة عالية
-
ستتم ملاحقة التنظيمات الإرهابية أينما وُجدت
مفاجأة التحقيقات: المنفذ عنصر في الأمن العام
في تطور خطير، أفاد مصدر أمني سوري بأنه تم:
-
توقيف أكثر من 11 عنصرًا تابعين للأمن العام
-
إحالتهم للتحقيق على خلفية الحادث
وكشف المصدر أن منفذ هجوم تدمر كان عنصرًا في الأمن العام منذ أكثر من 10 أشهر، ما يفتح الباب أمام:
-
تساؤلات حول الاختراقات الأمنية
-
مراجعة إجراءات التدقيق والرقابة
-
تشديد آليات مكافحة التسلل والتطرف داخل المؤسسات الأمنية
دلالات سياسية وأمنية
يرى مراقبون أن هذه التطورات تحمل عدة دلالات مهمة:
-
تأكيد تقاطع المصالح السورية–الأمريكية في محاربة داعش
-
رسالة واضحة بأن دمشق تميّز بين الإرهاب والتعاون الدولي
-
فتح صفحة جديدة من التنسيق الأمني المشروط
-
اعتراف أمريكي متجدد بأن داعش هو العدو المشترك
كما تعكس برقية التعزية حرص القيادة السورية على تثبيت صورة الدولة المسؤولة أمام المجتمع الدولي، في مواجهة التنظيمات الإرهابية.
ملف مكافحة داعش نقطة التقاء جديدة بين دمشق وواشنطن
حادث تدمر، رغم خطورته، أعاد التأكيد على حقيقة أساسية:
أن تنظيم داعش لا يزال يشكل تهديدًا قائمًا، وأن مواجهته تتطلب تعاونًا دوليًا حقيقيًا، بعيدًا عن الخلافات السياسية.
وفي ظل تعزية الرئيس أحمد الشرع، وتصريحات ترامب الداعمة، والعمليات الأمنية السورية، يبدو أن ملف مكافحة داعش بات نقطة التقاء جديدة بين دمشق وواشنطن، في مشهد إقليمي شديد التعقيد.















