ممرضة تعرض جثمان متوفى بثلاجة حفظ الموتي بالجزائر على ”تيك توك” وتواجه تهمًا وعقوبات قاسية

ارتكبت ممرضة جزائرية جريمة بشعة عندما قامت بنشرت مقطع فيديو على تطبيق "تيك توك" ظهر فيه جثمان متوفى داخل من داخل ثلاجة حفظ الجثث لتثير جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط إدانات شعبية ورسمية اعتبرت الحادثة انتهاكًا صارخًا لأخلاقيات المهنة الطبية وكرامة الموتى.
المقطع الذي بثته الممرضة أثار موجة استياء كبيرة، حيث وصفه كثيرون بأنه سلوك غير أخلاقي يمس بكرامة الميت ويؤذي مشاعر عائلته، فضلًا عن تأثيره السلبي على متابعيها، خصوصًا وأن مثل هذه التصرفات تُعرض ثقة المجتمع في الطواقم الطبية للخطر.
تبريرات الممرضة
الممرضة حاولت الدفاع عن نفسها، مؤكدة أن وفاة المريض المفاجئة بأزمة قلبية أثرت بشدة على طاقم المستشفى، وأنها لم تقصد الإساءة بل أرادت أن يكون الفيديو "توعويًا" حول حسن الخاتمة.
ورغم تأكيدها أنها لم تُظهر هوية المتوفى ولا اسمه، إلا أن هذه التبريرات لم تشفع لها أمام الرأي العام، خاصة بعد أن اعترفت بأنها ارتكبت خطأً كبيرًا وأكدت استعدادها لتحمل المسؤولية.
التهم والعقوبات المحتملة التي تواجهها الممرضة
خبراء قانونيون أوضحوا أن الممرضة قد تواجه عدة تهم ثقيلة، منها:
-
تدنيس جثة وفق المادة 153 من قانون العقوبات، وعقوبتها السجن من سنتين إلى خمس سنوات وغرامة مالية.
-
الاعتداء على حرمة الحياة الخاصة طبقًا للمادة 303 مكرر، بعقوبة تصل إلى ثلاث سنوات سجن.
-
إفشاء السر المهني بحكم عملها في المستشفى واطلاعها على معلومات خاصة، وهي جريمة يعاقب عليها القانون بالحبس والغرامة.
كما أشار القانونيون إلى أن عائلة المتوفى تملك الحق في تقديم شكوى لوكيل الجمهورية والمطالبة بتعويض مدني عن الضرر المعنوي الذي لحق بها.
موقف وزارة الصحة وإدارة المستشفى
وزارة الصحة الجزائرية أصدرت بيانًا شديد اللهجة، أكدت فيه استنكارها للحادثة، ووصفتها بأنها سلوك فردي مرفوض وغير إنساني يتعارض مع القيم الدينية والأخلاقية ومبادئ مهنة التمريض. وأعلنت الوزارة أنها ستتخذ جميع الإجراءات القانونية بحق الممرضة.
من جهتها، أعلنت إدارة المؤسسة الاستشفائية سليم زميرلي بالحراش توقيف الممرضة فورًا عن العمل، مؤكدة أن ما قامت به يعد "انتهاكًا خطيرًا" لأخلاقيات المهنة ومساسًا بكرامة المريض حتى بعد وفاته، مشيرة إلى أن التحقيقات الإدارية والقضائية ستستمر لكشف جميع ملابسات القضية.
الالتزام بأخلاقيات المهنة الطبية وحماية خصوصية المرضى
القضية تكشف عن تحديات خطيرة تواجه قطاع الصحة في الجزائر تتعلق بمدى الالتزام بأخلاقيات المهنة الطبية وحماية خصوصية المرضى. وبينما تنتظر الممرضة مصيرها القضائي، يبقى الجدل محتدمًا على منصات التواصل الاجتماعي بين من يطالب بعقوبات رادعة لردع مثل هذه التصرفات، ومن يرى أنها "خطأ فردي" يجب أن يكون درسًا قاسيًا لها ولغيرها.