ترند السوشيال ميديا يبحث عن التفاهة.. من الكشري إلى الشبسي عدما يصبح التريند أهم من التميز!

في الأيام الأخيرة، شغلت صورة انتشرت من داخل أحد المطاعم الشهيرة المعروفة باسم قصر الكبابجي، مواقع التواصل الاجتماعي بعدما ظهر فيها تكريم لفتاة اشتهرت بلقب "بنت الشيبسي" فقط لأنها ظهرت في فيديو عفوي تقدّم خمسة جنيهات لرجل مسن. المشهد في حد ذاته يعكس طيبة وإنسانية، لكن السؤال الذي طرح نفسه بقوة: لماذا يتم استغلال الترند بهذا الشكل وتحويله إلى أداة دعاية تجارية بدلاً من تكريم حقيقي لأصحاب الإنجازات؟
لماذا "الترند" أهم من التميز؟
لماذا لم نرَ نفس الحماس لتكريم:
-
أوائل الثانوية العامة الذين سهروا الليالي في المذاكرة؟
-
أوائل الجامعات والكليات الذين اجتهدوا لأعوام؟
-
حفظة القرآن الكريم الذين كرمتهم الدولة في احتفالات كبرى؟
هل أصبح النجاح الحقيقي بلا قيمة؟ وهل باتت المعادلة اليوم: "إذا أردت شهرة وتكريماً، فابحث عن ترند سوشيال ميديا بدلاً من التفوق والتميز"؟
من الكشري إلى الشيبسي.. رحلة البحث عن التفاهة
هذه الظاهرة ليست جديدة، فقد سبق أن شاهدنا موجات تريند غريبة:
-
تريند الكشري حين ظهر بعض الشباب في فيديوهات وهم يسخرون من طبق شعبي.
-
تريند الشباشب الذي أثار ضجة على تيك توك.
-
نجوم صعدوا فجأة مثل "عنبة الباشا جالكو" أو "يسرا نجمة التيك توك" أو شخصية "أم عمر الكوميدية".
كلها أمثلة على كيف تحولت "التفاهة" إلى وسيلة للشهرة والربح، بينما يشعر الشباب المجتهدون بالخيبة: لماذا أتعب وأذاكر وأحصل على الدكتوراه، إذا كان كيس شبسي كفيل بجعلي "نجم السوشيال ميديا"؟
شركات ومطاعم تستغل الترند
الكثير من الشركات والمطاعم لم تعد تهتم بالتميّز، بل تسعى وراء "التريند" لأنه يجلب لها:
-
مشاهدات ولايكات على السوشيال ميديا.
-
رعاة ودعاية مجانية.
-
انتشار واسع يضاعف أرباحها.
لكن هل هذا يسمى تكريماً؟ أم أنه مجرد إعلان مدفوع بغطاء اجتماعي؟
الأثر على المجتمع والشباب
المؤسف أن هذه الظاهرة تغيّر معايير النجاح عند الأجيال الجديدة. بعض الشباب صاروا يتساءلون: لماذا أتعب وأجتهد وأتفوق إذا كان النجاح الحقيقي اليوم يُقاس بعدد المتابعين لا بعدد الإنجازات؟
وهنا يكمن الخطر الحقيقي: أن ينشأ جيل يعتقد أن الشهرة عبر "تريند تافه" أهم من التميز العلمي أو الإبداعي أو الثقافي.
هل أصبح التريند أهم من التفوق؟
ما بين فتاة الشيبسي ومطعم الكبابجي، وما بين موجات الترند التي لا تنتهي، نجد أنفسنا أمام سؤال محوري: هل أصبح التريند أهم من التفوق؟ وهل فقد المجتمع بوصلته في تقدير أصحاب الإنجازات؟
المطلوب اليوم هو إعادة الاعتبار للجد والاجتهاد، وأن تكون معايير التكريم قائمة على القيمة الحقيقية لا على ضجيج السوشيال ميديا.