مقاتلو حماس ينجون من الحصار الإسرائيلي في أنفاق رفح… وروايات متضاربة حول مصير العشرات بعد أسابيع من القتال
كشفت مصادر مطلعة في غزة عن تطور جديد يتعلق بالأنفاق الممتدة أسفل مدينة رفح جنوب قطاع غزة، مؤكدة أن عدداً من مقاتلي حركة حماس تمكنوا من الفرار عبر ممرات تحت الأرض والوصول إلى مناطق لا تخضع للسيطرة العسكرية الإسرائيلية، رغم الحصار المشدد الذي تفرضه القوات الإسرائيلية منذ أكثر من سبعة أسابيع على رفح وأجزاء من خان يونس.
هذه المعلومات، التي نقلتها صحيفة الشرق، تأتي في ظل واحدة من أكثر العمليات العسكرية الإسرائيلية وحشية منذ بدء الحرب، حيث تم تدمير أغلب المنازل والبنية التحتية في رفح، في محاولة للسيطرة الكاملة على شبكة الأنفاق التي تعتبرها تل أبيب “قلب المقاومة” في الجنوب.
حصار خانق… ومعارك داخل الأنفاق

وفقًا للمصادر، كانت عشرات المجموعات من مقاتلي القسام محاصرة داخل الأنفاق خلال الأسابيع الماضية، بينما أكدت صور نشرها الجيش الإسرائيلي عمليات جوية قتل خلالها مقاتلون أثناء خروجهم من الأنفاق ومحاولة الفرار من الحصار.
وأفاد أحد المصدرين بأن القوات الإسرائيلية صفّت معظم المقاتلين المحاصرين خلال الفترة الماضية، واعتقلت آخرين.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن قبل أيام عن قتل أكثر من 40 فلسطينياً في محيط أحد الأنفاق المحاصَرة.
ورغم حجم الخسائر، تؤكد المصادر أن بعض المقاتلين استطاعوا النجاة والوصول إلى مناطق لا تتواجد بها القوات الإسرائيلية، دون الكشف عن عددهم بدقة.
أعداد غير مؤكدة… وصمت داخل القيادة الميدانية
لم يقدّم المصدران أرقاماً دقيقة حول:
-
عدد الناجين
-
عدد المعتقلين
-
عدد القتلى
لكن المعلومات المتاحة تشير إلى أن عدد المقاتلين داخل الأنفاق عند بدء وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر كان يتراوح بين 60 إلى 80 مقاتلاً، بينهم:

-
قادة ميدانيون
-
عناصر بارزون من كتائب القسام
-
أفراد من كتيبة رفح
وبحسب مسئولين في الحركة، لا توجد أي اتصالات مع مقاتلي رفح منذ شهور، في ظل تقديرات تشير إلى انقطاع خطوط الاتصال بسبب القصف المتكرر وتدمير البنية التحتية التحت أرضية.
حماس تتهم إسرائيل: "تصفية ممنهجة للمقاتلين"
اتهمت قيادات في حركة حماس إسرائيل بأنها:
-
تسعى لتصفية مقاتلي الأنفاق بالكامل
-
ترفض جميع المقترحات التي قدمها الوسطاء (مصر – قطر – تركيا – الإدارة الأمريكية)
-
أحبطت محاولات نقل المقاتلين إلى مناطق تخضع لسيطرة الحركة
-
تجاهلت مقترح ترحيلهم خارج القطاع كحل مؤقت
وتعتبر الحركة أن الجيش الإسرائيلي يسعى إلى القضاء على كتائب القسام في رفح قبل أي اتفاق تبادل أو تهدئة جديدة.
عمليات بحث في الشمال… مشاركة الصليب الأحمر والآليات المصرية
وفي تطور آخر، أفاد مصدر في حركة حماس لصحيفة الشرق بأن:
-
عناصر من كتائب القسام
-
بمرافقة فريق من الصليب الأحمر الدولي
-
وباستخدام آليات مصرية ثقيلة
يعملون منذ يومين في مخيم جباليا وبيت لاهيا شمال القطاع للبحث عن جثماني إسرائيلي وعامل تايلاندي كانا محتجزَين لدى الحركة.
حتى الآن، لم يتم العثور على أي جثمان بشكل مؤكد.
ويشير هذا التحرك إلى ضغوط إنسانية ودولية كبيرة على الحركة للكشف عن مصير المحتجزين، خاصة مع استمرار الحرب واتساع دائرة العمليات الإسرائيلية شمالاً وجنوباً.
تجويع وحصار وفشل التوصل لصفقة الانفاق
تكشف المعلومات أن معركة الأنفاق في رفح دخلت مرحلة معقدة:
-
حصار خانق استمر أسابيع
-
تصفيات واعتقالات واسعة لمقاتلي القسام
-
نجاة عدد محدود عبر شبكات الأنفاق
-
تزامن ذلك مع ضغوط دولية على الحركة
-
وتحركات إنسانية للبحث عن مفقودين باستخدام فرق دولية وآليات مصرية
ورغم شُح المعلومات حول مصير المقاتلين المتبقين، يؤكد الخبراء أن رفح لا تزال تمثل العقدة الأكثر تعقيداً في الحرب، وأن ما يجري تحت الأرض لا يقل ضراوة ودموية عمّا يحدث فوقها.
















