إيران والانتقام الكبير من إسرائيل: تفاصيل الضربات الصاروخية والمُسيّرات التي هزّت العمق الإسرائيلي

نفّذت إيران ما وصفته بـ"الانتقام الكبير" من إسرائيل عبر سلسلة من الضربات الصاروخية الدقيقة والهجمات المتزامنة بطائرات مسيّرة، مستهدفة مواقع عسكرية وبُنى تحتية حيوية داخل العمق الإسرائيلي. العملية التي حملت اسم "الوعد الصادق" جاءت ردًا على اغتيال قيادات من الحرس الثوري الإيراني في غارة إسرائيلية استهدفت مبنى دبلوماسيًا في دمشق، الأمر الذي اعتبرته طهران تجاوزًا للخطوط الحمراء.
الهجوم الإيراني بدأ في ساعة متأخرة من الليل واستمر لعدة ساعات متواصلة، حيث أطلقت إيران أكثر من 250 صاروخًا بعيد المدى إلى جانب عشرات الطائرات المسيّرة الهجومية، التي انطلقت من أراضيها ومن أراضٍ تابعة لحلفائها في المنطقة، ووجّهت نحو أهداف استراتيجية داخل إسرائيل. هذه الأهداف شملت قواعد عسكرية رئيسية مثل قاعدة نيفاتيم الجوية، ومستودعات ذخيرة، ومراكز قيادة في الجنوب والوسط، بالإضافة إلى منشآت بحرية حساسة على شواطئ حيفا وعكا.
مقتل قائد سلاح البحرية الإسرائيلي ألوف ديفيد سلامي
أبرز نتائج القصف تمثلت في مقتل قائد سلاح البحرية الإسرائيلي ألوف ديفيد سلامي بعد استهداف مباشر لمقره في إحدى القواعد الساحلية، ما شكل ضربة قاصمة للقيادة العسكرية في إسرائيل. كما تم تسجيل مقتل وإصابة عشرات العسكريين في صفوف الجيش الإسرائيلي، بحسب تسريبات استخباراتية غير رسمية في ظل صمت حكومي إسرائيلي لافت، سعى إلى احتواء التداعيات وطمأنة الرأي العام.
حالة من الشلل التام في تل ابيب
من ناحية أخرى، شهدت تل أبيب ومدن أخرى حالة من الشلل التام، حيث أُغلقت المدارس والمراكز الحكومية، وتم تفعيل حالة الطوارئ القصوى في كافة الوحدات الأمنية والمستشفيات، وسط حالة هلع في الشوارع وملاجئ مكتظة بالمواطنين. الدفاعات الجوية الإسرائيلية عملت بكامل طاقتها، إلا أن كثافة الهجوم وحرفيته أدّيا إلى اختراق العديد من الصواريخ للطوق الدفاعي، ما عزز المخاوف من قدرة إيران على شن حرب تقليدية دقيقة عبر أدواتها العسكرية المباشرة.
العملية رسالة واضحة لإسرائيل بأن أي استهداف للمصالح الإيرانية سيقابله رد مضاعف
الإعلام الإيراني الرسمي بثّ لقطات لما قال إنها لحظة إطلاق الصواريخ، مؤكدًا أن العملية نُفذت بناءً على بنك أهداف دقيق جمعته الاستخبارات الإيرانية خلال الأشهر الماضية. وذكرت طهران أن العملية رسالة واضحة لإسرائيل بأن أي استهداف للمصالح الإيرانية سيقابله رد مضاعف-- في حين أشارت جهات قريبة من الحرس الثوري إلى أن الضربة الحالية ليست الأخيرة، بل بداية لمرحلة جديدة من المواجهة المفتوحة.
إسرائيل تمارس سياسة التعتيم الإعلامي
في المقابل، ورغم الخسائر الواضحة، التزمت إسرائيل بسياسة التعتيم الإعلامي، وامتنعت عن إصدار بيانات رسمية شاملة عن حجم الخسائر، مكتفية بالإشارة إلى أن الدفاعات الجوية "اعترضت نسبة كبيرة من الصواريخ" وأن "الرد قادم في الوقت المناسب".
تحول جذري في طبيعة المواجهة مع إسرائيل
وبينما دعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى ضبط النفس ومنع انزلاق المنطقة نحو حرب شاملة، حذر محللون دوليون من أن العملية الإيرانية قد تفتح الباب أمام تصعيد أوسع، خاصة في ظل التوترات القائمة في جنوب لبنان وغزة والضفة الغربية، حيث تمتلك إيران نفوذًا واسعًا عبر حلفائها.
الانتقام الإيراني بهذه الحدة والحرفية العسكرية يمثل تحوّلًا جذريًا في طبيعة المواجهة مع إسرائيل وينذر بمرحلة جديدة عنوانها "الرد بالمثل" وبنك أهداف مشترك يتجاوز حدود الجغرافيا ويعيد رسم قواعد الاشتباك في الشرق الأوسط.