هل وصلت رسالة طهران؟
مئات الصواريخ تهز تل أبيب.. خسائر وإصابات وتحذيرات من جولة تصعيد غير مسبوقة

في رد غير مسبوق على الهجوم الإسرائيلي العنيف الذي طال منشآت عسكرية ونووية إيرانية فجر الجمعة 13 يونيو 2025، نفّذت إيران سلسلة هجمات صاروخية وجوية كثيفة باتجاه إسرائيل، استهدفت من خلالها مواقع حيوية في تل أبيب ومدن مركزية، مخلّفةً خسائر بشرية ومادية، وسط حالة من الذعر والاستنفار داخل الأراضي المحتلة.
الرد الإيراني لحظة بلحظة: ملامح عملية "الوعد الصادق 3"
بدأ الرد الإيراني بإطلاق مئات الصواريخ الباليستية والمجنّحة والطائرات المسيّرة من عدة محافظات، بينها محافظة فارس، مستهدفةً مقرات عسكرية ومراكز قيادية إسرائيلية، بينها وزارة الدفاع في تل أبيب. وقد أعلن الجيش الإسرائيلي عن حالة الطوارئ العامة، فيما دوّت صفارات الإنذار في تل أبيب، القدس، عسقلان، أشدود، والمناطق الوسطى.
أبرز المحطات الميدانية للرد الإيراني
-
إطلاق ما بين 150 و200 صاروخ خلال الموجة الأولى، بحسب القناة 12 الإسرائيلية.
-
إصابة 40 إسرائيليًا على الأقل، وفق الإسعاف الإسرائيلي، بينهم 5 إصابات مباشرة في وسط البلاد.
-
تدمير طائرتين إسرائيليتين من طراز F-16 وعدة طائرات مسيرة، وفقًا للجيش الإيراني.
-
أسر قائدة طائرة إسرائيلية تم إسقاطها خلال الهجمات، وفق وكالة "تسنيم".
-
اندلاع حريق قرب مقر وزارة الدفاع في تل أبيب بعد سقوط أحد الصواريخ، بحسب الإعلام العبري.
-
الموجة الثانية من الصواريخ أطلقت لاحقًا واستهدفت المنطقة الوسطى والقدس، وفق وكالة "إرنا".
-
إعلام عبري أكد سقوط صاروخ في تل أبيب وتصاعد أعمدة الدخان.
حالة الذعر في إسرائيل: تل أبيب تحت النار
تل أبيب، العاصمة الاقتصادية والعسكرية لإسرائيل، كانت في قلب الهجوم الإيراني، حيث سُجّل سقوط مباشر لصواريخ، ما أدّى إلى:
-
تعليق الدراسة وإلغاء التجمعات في معظم المدن الإسرائيلية.
-
تعليمات عاجلة من الجيش الإسرائيلي بضرورة دخول الملاجئ والمكوث في المساحات المحمية حتى إشعار آخر.
-
تعطّل حركة النقل الجوي وإلغاء عدد من الرحلات في مطار بن غوريون.
-
شلل مؤقت في البنية التحتية وتضرر شبكات كهرباء واتصالات في مناطق مختلفة، بحسب تقارير ميدانية.
إيران تعلن: هذه مجرد البداية
في تصريح لوكالة "رويترز"، قال مسؤول إيراني رفيع المستوى:
"ما رأيتموه اليوم هو مجرد بداية... سيدفع العدو ثمنًا باهظًا لقتل قادتنا وعلمائنا."
فيما أكد المرشد الأعلى علي خامنئي أن "إسرائيل هي من بدأت الحرب، والرد لن يكون محدودًا"، في إشارة إلى أن الردود الإيرانية قد تستمر على عدة موجات.
تحليل استراتيجي: هل كسرت إيران الخطوط الحمراء؟
الرد الإيراني شكّل تطورًا نوعيًا غير مسبوق في قواعد الاشتباك بين طهران وتل أبيب، حيث تم لأول مرة:
-
ضرب قلب العاصمة الإسرائيلية بصواريخ مباشرة.
-
الاستناد إلى هجوم علني ومعلن، وليس عبر الوكلاء.
-
التأكيد على قدرة إيران في إحداث ضرر عسكري مباشر رغم التفوق الجوي الإسرائيلي.
هذا الرد يؤشر على تغيير جذري في طبيعة المواجهة بين الطرفين، وتحولها من حرب ظلّ طويلة إلى صدام مباشر، ما يفتح الباب أمام جولة تصعيدية واسعة النطاق قد تتجاوز حدود الردع التقليدي.
تل أبيب تحت صدمة الرد.. والعالم يترقّب الجولة التالية
في ظل صمت واشنطن وتخوّف عواصم غربية من اتساع رقعة المواجهة، يبدو أن المعادلة العسكرية والسياسية في الشرق الأوسط دخلت مرحلة جديدة، حيث لم تعد إسرائيل اللاعب الوحيد الذي يملك قرار الهجوم. إيران أثبتت أنها تملك القدرة على الرد، وبفعالية، ما يجعل أي حسابات مستقبلية أكثر تعقيدًا في ظل التداخل الأمريكي والخليجي في المشهد.
العيون الآن على مجلس الأمن الدولي الذي يعقد جلسة طارئة بطلب من إيران، لكن الرسالة من طهران وصلت:
"لن ننتظر قرارات أحد... من اقترب من السيادة الإيرانية فسيندم، وتل أبيب ستكون دائمًا في مرمى النار."