سعيد محمد أحمد يكتب : حماس ..بين خديعة ”الأسرى” وإطالة أمد الحرب

برغم محاولات الأطراف اللاعبة والمؤثرة "امريكا واسرائيل والممول الخليجي " فى أزمة الافراج عن الاسرى ووقف الحرب الطاحنة على الشعب الفلسطيني فى غزة والضفة الغربية ، وبين مخطط استمرارها وفق صفقة متعلقة بتبادل "الاسرى " ما بين "حماس واسرائيل " هى فى حقيقة الامر "خديعة كبرى"، تتكرر عند كل مأزق يتعرض له الطرفان حماس واسرائيل بالإعلان عن شروط جديدة لهما ومن ثم التراجع عنها.
فيما يبدى الطرف الاسرائيلي انزعاجة بوصفه المتحكم فيما يجرى فى غزة والمنطقة ليرفض كل المقترحات وتنازلات حماس التى تمثل شيئًا على الاطلاق سوى التمسك بالتفاوض مع الطرف الامريكى ، واعلان إسرائيل موافقتها على المقترح الامريكى، وتأكيد نتنياهو على الفور بأن الموافقة لا تعنى وقف اطلاق النار ، وبما يؤكد أن ما يجرى لايخرج سوى عن مجرد وعود فاسدة من قبل الاطراف الثلاثة " إسرائيل حماس امريكا " لاطالة أمد الازمة والحرب معا على ما تبقى فى قطاع غزة من بشر ، و استمرار إسرائيل فى مخططها باعادة احتلال القطاع بالكامل.
وقف لاطلاق النار وليس الحرب لمدة ٦٠ يوما
إسرائيل أيضا وبشكل رسمى اعتبرت وقف الحرب والقتال خطأً تاريخيًا ، ليترافق ذلك مع اعلان حماس قبولها بمقترح المبعوث الامريكى بالافراج عن عدد من الرهائن مقابل وقف لاطلاق النار وليس الحرب لمدة ٦٠ يوما، ووهم إعادة المساعدات الانسانية لاهالي قطاع غزة ليتم توزيعة عبر مؤسسة أمنية امريكية، فى مشهد مهين لاتراعي الجوانب الإنسانية ،ووهم من الضمانات الامريكية باستمرار المفاوضات وبشكل عبثى .
ضمانات امريكا جاءت لتطمئن الائتلاف المتطرف الحاكم بقيادة نتنياهو ، وبعدم التخوف من انهياره فى "خديعة جديدة " بأن هناك خصاما وخلافا كبيرا بين "ترامب ونتنياهو " على خلاف الحقيقة، لتعرب حماس من جانبها عن سعادتها بفتح قناة تواصل مع المفاوض الامريكى، وهو أمر تراه حماس أهم من سقوط مئات الالاف من الضحايا والمصابين من النساء والاطفال الابرياء.
ضياع حلم الدولة باستمرارهم فى مخطط الخلاص من اهالي غزة
ما يهم حماس وأعضاء مكتبها السياسي المقيم فى أفخم الفنادق فى الدوحة، برعاية ممولهم الخليجى كشفوا عن حقيقة تواطئهم فى القضاء على القضية وضياع حلم الدولة باستمرارهم فى مخطط الخلاص من اهالي غزة الذين رفضوا وجود حماس فى ظل تضررهم جوعا وعطشا وتشريدا واهانة ومهانة لم يتعرض لها شعب لهذا التجويع الممنهج ، دون أن يرمش جفن لتلك العصابة القابعة فى الدوحة تتاجر بالشعب فى بازارًا لمن يدفع أكثر ولمن يوفر لهم ضمانات لخروج آمن.
الحصول على ضمانات للخروج الامن من غزة
ومع الغياب الكامل لمن يقود ما تبقى من حماس فى الداخل بعد اغتيال معظمهم وكان أخرهم محمد السنوار ومجموعتة، واغتيالهم عقب الافراج عن " الاسير الامريكى" املأ فى الحصول على ضمانات للخروج الامن من غزة، ليخرجوا مكرهين بالفعل بلا عودة نهائيًا، ليبقى قادة حماس الخارج وعبر الوسيط القطرى فى التسهيل لهم باستمرار تواصلهم مع المفاوض الامريكى لإعادة تدويرهم مرة اخرى لاستكمال مخطط القضاء على القضية وضياع كل فرص السلام باقامة الدولة الفلسطينية.
بقاء المنطقة على صفيح ساخن فى حالة من عدم الاستقرار
الهدف إعاقة اى تقدم فى المفاوضات لإطالة امد الحرب وبقاء المنطقة على صفيح ساخن فى حالة من عدم الاستقرار ، وإعطاء الذرائع للعدو الاسرائيلي للاستمرار فى الحرب على شعب اعزل فى غزة والضفة معا باستهدافه على مدار الساعة وبشكل يومى حتى الخلاص منهم كبديل صهيو امريكى عن فكرة التهجير القسري، والدخول فى دائرة مفرغة من البحث فى مقترحات لحماس عن هدنة ربما قد تكون مدتها كافية للخلاص من اهالى قطاع غزة ودفنهم فى رمالها.