السودان يتهم الإمارات بتنفيذ هجمات على بورتسودان عبر طائرات مسيّرة

اتهمت الحكومة السودانية دولة الإمارات العربية المتحدة رسميًا بتنفيذ هجوم عسكري مباشر على مدينة بورتسودان في الرابع من مايو الجاري، وذلك في أول اتهام علني من الخرطوم لأبوظبي بالتدخل العسكري في الحرب الأهلية التي تمزق البلاد منذ أكثر من عامين.
أدلى بهذه التصريحات مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة السفير الحارث إدريس، ، خلال جلسة لمجلس الأمن، قال فيه إن الهجوم على بورتسودان تم باستخدام طائرات حربية ومسيرات انطلقت من قاعدة إماراتية على البحر الأحمر، وبمساندة من سفن تابعة للجيش الإماراتي.
ما الذي حدث في بورتسودان؟
وفقًا للتفاصيل التي كشفت عنها الحكومة السودانية في وقت سابق تعرّضت مدينة بورتسودان، التي تعد حاليًا مقر الحكومة الانتقالية ومركزًا للمنظمات الإنسانية، لهجمات مكثفة بطائرات مسيّرة في الرابع من مايو الماضي، استهدفت منشآت حساسة تابعة للجيش السوداني، بما في ذلك المطار الرئيسي، مستودعات الوقود، وعدد من المقرات العسكرية التابعة للجيش السوداني.
وأكد مندوب السودان بالأمم المتحدة أن الهجمات جاءت ردًا على ضربة نفذتها القوات المسلحة السودانية قبل يوم واحد على طائرة "يُعتقد أنها إماراتية" بمدينة نيالا الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع، وأسفرت عن مقتل 13 شخصًا بينهم عناصر إماراتية.
الإمارات تنفي والخرطوم تصعّد
علي جانب اخر نفت دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل قاطع هذه الاتهامات قس وقت سابق واعتبرت، عبر مسؤول إماراتي، أن ما ورد على لسان الحكومة السودانية "لا أساس له من الصحة"، مؤكدة في الوقت ذاته إدانتها الشديدة للقصف الذي تعرضت له مدينة بورتسودان الساحلية.
وأضاف المصدر الإماراتي أن الإمارات تدعم السلام والاستقرار في السودان، وتنأى بنفسها عن أي تدخل عسكري مباشر في السودان .
تصعيد دبلوماسي وعزلة متزايدة
وكان السودان قد اتخذ قرار بقطع علاقاته الدبلوماسية مع الإمارات في وقت سابق من هذا الشهر وسبق ذلك اقامة دعوي قضائية اما محكمة العدل الدولية متهمًا أبوظبي بتسليح قوات الدعم السريع وتوفير دعم لوجستي لها، وهي اتهامات تنفيها الإمارات باستمرار.
ويُعد هذا التصعيد العلني مؤشرًا على تحول محتمل في طبيعة الحرب السودانية من صراع داخلي إلى نزاع إقليمي معقد، وسط مخاوف دولية من أن تتحول أراضي السودان إلى ساحة لتصفية حسابات خارجية.
خلفية الحرب: كيف وصلت الأزمة إلى هذا الحد؟
تجدر الأشارة الي اندلاع الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، على خلفية خلافات حادة حول ترتيبات دمج الأخيرة في القوات المسلحة النظامية، لكنها تحولت سريعًا إلى نزاع شامل شمل كافة ولايات السودان، وأسفر عن مقتل آلاف المدنيين وتشريد الملايين، وسط تقارير دولية عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ترتكب خلال الصراع الدائر .
الطائرات المسيّرة بيد مليشيات الدعم السريع
وكانت قوات الدعم السريع قد تمكنت من السيطرة على العاصمة الخرطوم ومدن رئيسية مثل نيالا، قبل أن يعيد الجيش سيطرته تدريجيًا على عدد من المواقع الاستراتيجية منذ بداية العام الجاري.
ورغم التفوق الميداني النسبي للجيش، فإن الطائرات المسيّرة التي يُعتقد أنها بيد الدعم السريع باتت تمثل تهديدًا حقيقيًا للبنية التحتية، حيث تسببت مؤخرًا في قطع الكهرباء والمياه وتعطيل الخدمات الأساسية في مدن مثل بورتسودان وعطبرة والقضارف.
جبهة دبلوماسية جديدة في الحرب المعقدة
الاتهام السوداني لأبوظبي من شأنه أن يفتح جبهة دبلوماسية جديدة في الحرب المعقدة التي تشهدها البلاد، ويثير تساؤلات حول مصير الوساطات الإقليمية والدولية التي تسعى إلى وقف إطلاق النار والبدء بعملية سياسية شاملة.
ويبدو أن السودان سيعمل على تحشيد موقف دولي يدين ما يعتبره "تدخلًا مباشرًا في سيادته الوطنية"، في وقت تصر فيه أبوظبي على النأي بنفسها عن الأزمة، والدعوة إلى وقف دائم للحرب.
اتهام السودان للإمارات بتنفيذ هجوم جوي على بورتسودان في 4 مايو
يضع اتهام السودان للإمارات بتنفيذ هجوم جوي على بورتسودان في 4 مايو، العلاقات بين البلدين في واحدة من أخطر مراحل التوتر الدبلوماسي في تاريخها، ويكشف عن مدى تعقيد المشهد السوداني وتحوله من نزاع داخلي إلى أزمة إقليمية متفجرة.