زواج سريع.. ونهاية أسرع
نهله تطلب الخلع بعد شهرين من الزواج بسبب ”البخل العاطفي والمادي”.. قصة مثيرة أمام محكمة الأسرة

لم تكن تعلم "نهلة .م"، العشرينية القادمة من إحدى قرى الصعيد، أن زواجها الذي استمر لشهرين فقط، سينتهي بها واقفة أمام محكمة الأسرة، تطلب الطلاق بعد أن ضاقت بها الحياة مع زوجها. لم يكن العنف أو الخيانة سببًا في ذلك، بل كان السبب أكثر بساطة، لكنه أشد ألمًا: "البخل العاطفي والمادي".
"منذ أن تزوجنا، لم أسمع منه كلمة طيبة، ولم أشعر بأنني زوجة، أهم شيء عنده الفلوس، وكأن الزواج بالنسبة له مجرد مسؤولية مادية يريد تقليصها إلى الحد الأدنى"، بهذه الكلمات بدأت الزوجة قصتها أمام هيئة المحكمة.
البداية.. زواج لم يتح لها فرصة التعرف عليه
تعود تفاصيل القصة إلى بضعة أشهر مضت، عندما تقدم الزوج، وهو شاب في منتصف الثلاثينات، لخطبة الفتاة عن طريق أحد الأقارب. ورغم قصر فترة الخطوبة، لم تتردد عائلتها في الموافقة، خصوصًا أن الزوج أظهر استعداده للزواج السريع، بحجة أن شقته جاهزة، كما أن تجهيزات العروس كانت قد تمت بالفعل وفقًا لعادات أهل الريف.
تقول الزوجة: "لم أكن أعرفه جيدًا قبل الزواج، كان يصر على التعجيل بإتمام مراسم الزفاف، واعتقدت أنه شاب جاد يريد الاستقرار، لكنني اكتشفت سريعًا أنني كنت مخطئة".
"ملكِيش غير طعمية ورغيف عيش"
مرّ الأسبوع الأول من الزواج بشكل طبيعي، حيث كان أهل الزوجة يحرصون على زيارتها يوميًا وإحضار الطعام إليها، كما جرت العادة في الأيام الأولى من الزواج. لكن مع انتهاء تلك الزيارات، بدأت تكتشف الوجه الحقيقي لزوجها.
"طلبت منه أن يعطيني بعض المال لشراء مستلزمات البيت، مثلما يفعل والدي مع والدتي، فكان رده أنه سيشتري لي ما أحتاجه بنفسه.. ولكن المفاجأة أنه عاد ومعه قرص طعمية ورغيف عيش، وقال لي: (عودي نفسك على كده، ده كفاية جدًا ليكي)، وفي العشاء كان يعيد نفس الشيء!".
في البداية، اعتقدت الزوجة أن الأمر مجرد مزحة أو حالة مؤقتة، لكنها مع مرور الأيام أدركت أن هذا أسلوب حياة زوجها، الذي لا يرى أي داعٍ لإنفاق المال إلا في أضيق الحدود، حتى لو كان ذلك على زوجته وبيته.
بخل مادي امتد إلى المشاعر
لم يكن البخل الذي تعاني منه الزوجة ماديًا فقط، بل كان عاطفيًا أيضًا. لم تسمع منه كلمة حب أو تقدير، ولم تشعر بأن هناك أي اهتمام بها كزوجة. كان يتعامل معها وكأنها فرد زائد في المنزل، مجرد شخص يجب أن يكتفي بالقليل، دون أي مشاعر أو كلمات طيبة تعوّض ذلك الحرمان.
"حاولت التأقلم معه، تحدثت إليه، شرحت له أنني بحاجة إلى الشعور بالحب والاهتمام، لكنه كان يقابل كلامي بالصمت أو بالاستهزاء.. حتى عندما كنت أطلب منه أن يقول لي كلمة حلوة، كان يرد: (مفيش داعي للكلام الفاضي ده)".
محاولات فاشلة للتفاهم.. والطلاق الحل الوحيد
عندما شعرت الزوجة أن حياتها أصبحت لا تطاق، لجأت إلى عائلتها، على أمل أن يتمكنوا من إقناعه بتغيير سلوكه. لكن المفاجأة كانت في رد أقاربها، الذين أكدوا لها أن هذا "مرض نفسي" لا يمكن علاجه بسهولة، وأنها إذا كانت تستطيع التعايش معه على هذا الحال، فلتستمر، وإلا فإن الطلاق هو الحل الأفضل لها.
لم يكن لديها خيار سوى مواجهة زوجها بالحقيقة، وعندما طلبت الطلاق، تفاجأت بأنه لم يمانع، لكنه اشترط "أن تتنازل عن جميع حقوقها المالية".
"قال لي: عايزة تتطلقي؟ برحتك، بس تسيبي كل حاجة.. كنت متوقعة منه أي شيء إلا هذا القدر من الجفاء".
أمام محكمة الأسرة.. قرار لا رجعة فيه
بعد تفكير طويل، قررت الزوجة رفع دعوى طلاق للضرر أمام محكمة الأسرة، مؤكدة أنها لا تستطيع الاستمرار مع زوج لا يعرف شيئًا عن معنى الزواج، ولا يرى في زوجته إلا عبئًا ماديًا يسعى إلى التخلص منه بأي وسيلة.
الزواج ليس مجرد عقد.. بل حياة قائمة على التفاهم والاحترام
تعكس هذه القصة واحدة من أكثر المشاكل الشائعة في بعض الزيجات، وهي البخل المادي والعاطفي، الذي يؤدي إلى انهيار العلاقات بسرعة. الزواج ليس مجرد عقد بين شخصين، بل هو شراكة تقوم على المودة والرحمة، وعندما تغيب هذه العناصر، تصبح الحياة مجرد سلسلة من التنازلات المؤلمة، التي تنتهي غالبًا بالفشل.