جنون يتجاوز حدود العقل.. فضيحة بث مباشر على ”تيك توك” تهز منصات التواصل في تركيا
تعيش منصات التواصل الاجتماعي في تركيا خلال الساعات الأخيرة على وقع موجة غضب عارمة، بعدما أقدم مستخدم تركي على تطبيق "تيك توك" على فعل وُصف بأنه تجاوز فجّ لكل الخطوط الحمراء، حين بثّ لحظات حميمية تجمعه بشريكته عبر بث مباشر مفتوح أمام العامة، تحت عنوان صادم:
"اسمعوا فقط".
الواقعة التي انفجرت كالنار في الهشيم أعادت تسليط الضوء على الفوضى الأخلاقية التي تجتاح بعض المنصات، حيث لم يكتفِ صاحب البث بتسجيل مقطع أو نشر فيديو عابر، بل قام بفتح بث مباشر شارك خلاله آلاف المتابعين أصواتًا وإيحاءات تتعلق بعلاقته الحميمية، في مشهد أثار صدمة واسعة داخل المجتمع التركي والعربي على حدّ سواء.
صدى واسع وغضب متصاعد.. الجمهور يسأل: أين الرقابة؟
خلال دقائق معدودة، تحوّلت الواقعة إلى تريند على مواقع التواصل، وسط موجة من التعليقات الغاضبة التي عبّرت عن حالة سخط غير مسبوقة تجاه ما يحدث على المنصات الرقمية، وخاصة "تيك توك" الذي يتعرض منذ أشهر لانتقادات شديدة بسبب المحتوى المنفلت الذي ينتشر على منصته دون رقابة صارمة.

وتساءل كثيرون عن كيفية السماح ببث مباشر بهذا المستوى من الانفلات الأخلاقي دون تدخل فوري من إدارة التطبيق، معتبرين أن ما حدث لا يمتّ لا بالحرية الشخصية ولا بالتعبير الفني، بل هو اعتداء مباشر على القيم الأخلاقية للمجتمع.
آخرون رأوا أن الأمر تجاوز حدود “التقليد الأعمى” لمحتوى غربي مثير للجدل، ليدخل مرحلة جديدة من الابتذال المدروس بهدف جلب المشاهدات والربح المالي.
تيك توك في مرمى الاتهام.. ومنصات التواصل تتحول إلى “مسارح مفتوحة للابتذال”
الفضيحة الجديدة تأتي ضمن سلسلة طويلة من الممارسات التي جعلت المنصة عرضة لانتقادات دولية، إذ لم تصدر حتى الآن أي بيانات رسمية من إدارة "تيك توك" بشأن الحادثة، رغم تداولها بشكل واسع وارتفاع مطالبات المستخدمين بإغلاق الحساب المعني ومحاسبة صاحبه قانونيًا.
ويرى خبراء في الإعلام الرقمي أن هذا النوع من البث “المفتوح”، والذي يتجاوز الحدود الأخلاقية والقانونية، يعكس غيابًا شبه كامل لمنظومة رقابة رقمية فعّالة، سواء من المنصات نفسها أو من الجهات الرسمية المعنية بحماية المجتمع من المحتوى الضار.
ويشير متخصصون إلى أن “تريندات الإيحاءات” باتت تنتشر بشكل خطير عبر التطبيقات التي تعتمد على البث المباشر، حيث يدفع نظام الربحية القائم على المشاهدات بعض المستخدمين إلى ارتكاب أفعال غير مألوفة أو صادمة فقط لجذب الانتباه.
قضية تتصدر واجهة الجدل.. وأسئلة معلّقة بلا إجابات
لا تزال الحادثة حديث المجتمع حتى اللحظة، وسط غياب أي إعلان رسمي حول اتخاذ إجراءات أو فتح تحقيق.
ويرى مراقبون أن استمرار هذا النوع من المحتوى سيؤدي إلى تآكل الثقة العامة في المنصات الرقمية، خاصة مع تزايد الشكاوى من ظهور محتويات مسيئة، أو خادشة للحياء، أو مهددة لاستقرار القيم الأسرية.
كما أثارت الواقعة نقاشًا واسعًا حول الحدود بين الحرية الشخصية والالتزام الأخلاقي، ودور الحكومات في وضع تشريعات تحمي الفضاء الإلكتروني من السلوكيات المنفلتة.




