كازاخستان تنضم رسميًا إلى «الاتفاقيات الإبراهيمية».. خطوة أمريكية لإحياء التطبيع في ظل حرب غزة
إعلان واشنطن: كازاخستان تنضم إلى الاتفاقيات الإبراهيمية
كشف مسؤولون أمريكيون أن جمهورية كازاخستان ستنضم رسميًا إلى الاتفاقيات الإبراهيمية، في إعلان يُنتظر أن يصدر اليوم الخميس من العاصمة الأمريكية واشنطن، خلال اجتماع يجمع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الكازاخي قاسم جومارت توكاييف.
ووفقًا لموقع أكسيوس الأمريكي، فإن انضمام كازاخستان يأتي بعد مباحثات رفيعة المستوى بين واشنطن وأستانا، ويُعد بمثابة خطوة رمزية لإعادة تنشيط الاتفاقيات الإبراهيمية التي ترعاها الولايات المتحدة، بعد الجمود الذي شهدته خلال العام الماضي بسبب الحرب في غزة.
خطوة لإعادة ترميم مكانة إسرائيل في العالم الإسلامي
وبحسب مسؤول أمريكي كبير، فإن هذه الخطوة تهدف إلى إعادة إحياء الزخم الدبلوماسي حول الاتفاقيات الإبراهيمية، وإظهار أن دولًا إسلامية جديدة لا تزال راغبة في التعاون والانفتاح على إسرائيل ضمن إطار من السلام والتكامل الإقليمي.
وقال المسؤول:
“انضمام كازاخستان سيُظهر أن الاتفاقيات الإبراهيمية لا تزال حية، وأنها وسيلة للمضي قدمًا نحو الاستقرار بعد الحرب في غزة.”
كازاخستان وإسرائيل.. علاقات ممتدة منذ 30 عامًا

ورغم أن كازاخستان وإسرائيل تربطهما علاقات دبلوماسية كاملة منذ أكثر من ثلاثة عقود، فإن الخطوة الجديدة تحمل أبعادًا سياسية واستراتيجية، إذ تسعى واشنطن إلى استخدام انضمام كازاخستان كرسالة لإعادة الثقة الدولية بإسرائيل بعد تراجع صورتها في العالمين العربي والإسلامي.
كما تأتي الخطوة في وقت أعلنت فيه كازاخستان توقيع اتفاقية ثنائية مع الولايات المتحدة حول المعادن الأساسية، في تحرك يهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية وكسب دعم واشنطن الدبلوماسي في الملفات الإقليمية.
ترامب يسعى لعقد قمة توقيع رسمية
وكشف المسؤولون الأمريكيون أن ترامب يرغب في عقد حفل توقيع رسمي في البيت الأبيض يضم زعماء كل من إسرائيل وكازاخستان، وربما دول أخرى مرشحة للانضمام قريبًا إلى الاتفاقيات الإبراهيمية.
وأضاف مصدر في الإدارة الأمريكية أن الرئيس توكاييف سيجري مكالمة هاتفية مشتركة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائه مع ترامب، يتبعها إعلان مشترك رسمي عن الانضمام.
إشارة إلى التسامح الديني والتكامل الإقليمي
ونقل الموقع عن أحد المسؤولين قوله إن توكاييف عبّر عن رغبته في تعزيز العلاقات مع إسرائيل وتوسيع نطاق التعاون الاقتصادي والتكنولوجي، مضيفًا أن بلاده ترغب في أن تكون هذه الخطوة "إشارة إلى التسامح الديني وأهمية الحوار والانفتاح بين الأديان".
كازاخستان تفتح الباب أمام آسيا الوسطى
ويرى محللون أن انضمام كازاخستان قد يفتح الباب أمام دول أخرى في آسيا الوسطى ذات الأغلبية المسلمة للانضمام إلى الاتفاقيات، مثل أوزبكستان وقرغيزستان، ما يعزز الطموح الأمريكي في توسيع دائرة التطبيع خارج حدود الشرق الأوسط التقليدية.
خلفية الاتفاقيات الإبراهيمية
أُطلقت الاتفاقيات الإبراهيمية عام 2020 بوساطة أمريكية خلال إدارة ترامب، وبدأت بتطبيع العلاقات بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، في إطار رؤية أمريكية لتعزيز الاستقرار الاقتصادي والسياسي في الشرق الأوسط عبر التعاون الإقليمي.
واشنطن تحيي المشروع من جديد
يُنظر إلى إعلان اليوم كإشارة سياسية من واشنطن إلى أن مشروع الاتفاقيات الإبراهيمية لم يمت، بل يشهد مرحلة تجديد بقيادة ترامب تهدف إلى كسر عزلة إسرائيل الدبلوماسية واستعادة حضورها الإقليمي بعد حرب غزة.
ومن المتوقع أن يُشكّل انضمام كازاخستان بداية مرحلة جديدة من التعاون بين العالم الإسلامي وإسرائيل تحت رعاية أمريكية مباشرة، ما يعيد رسم ملامح التحالفات في الشرقين الأوسط وآسيا.

















