صحيفة عبرية: القوات المصرية في سيناء تُربك إسرائيل وتعرقل أكبر صفقة غاز في تاريخها
توتر دبلوماسي يهدد أكبر اتفاق اقتصادي بين القاهرة وتل أبيب
كشفت صحيفة يسرائيل هايوم العبرية في تقرير مثير، عن خلاف متصاعد داخل الحكومة الإسرائيلية، بعد أن رفض وزير الطاقة إيلي كوهين المصادقة على اتفاق الغاز الضخم مع مصر، رغم ضغوط مكثفة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي ترى في الصفقة فرصة استراتيجية لتعزيز التعاون الإقليمي في مجال الطاقة.
وبحسب الصحيفة، فإن هذا الرفض المفاجئ تسبب في إلغاء زيارة مرتقبة لوزير الطاقة الأمريكي إلى إسرائيل كانت مقررة الأسبوع الماضي، ما يعكس حجم التوتر الخفي بين الأطراف الثلاثة: واشنطن، تل أبيب، والقاهرة.
السبب: القوات المصرية في سيناء وأسعار الغاز المحلية

أوضحت الصحيفة أن قرار كوهين بعدم التوقيع على الاتفاق يعود إلى سببين رئيسيين:
-
ما وصفته إسرائيل بانتهاكات مصرية لبنود اتفاقية كامب ديفيد، المتعلقة بانتشار القوات المصرية في سيناء، حيث تشير التقديرات الإسرائيلية إلى وجود قوات “تفوق الحد المسموح به” وفق الاتفاق.
-
المخاوف الداخلية من ارتفاع أسعار الغاز على المستهلك الإسرائيلي في حال إتمام الصفقة بالأسعار الحالية، خاصة في ظل تصاعد الغضب الشعبي من تكلفة المعيشة.
وقال الوزير كوهين في تصريحات نقلتها الصحيفة: «هذا واجبي ولن يؤثر عليّ أي ضغط. أولويتي هي حماية المصالح الأمنية والاقتصادية لإسرائيل».
صفقة القرن الطاقوية على المحك
كانت مصر وإسرائيل قد وقّعتا عام 2018 اتفاقًا تاريخيًا لتصدير الغاز الطبيعي من حقل “لوثيان” البحري إلى القاهرة، بقيمة مبدئية تراوحت بين 15 و20 مليار دولار على مدى عشر سنوات، قبل أن ترتفع التقديرات لاحقًا إلى 35 مليار دولار مع زيادة أسعار الغاز عالميًا.
ويُعتبر هذا الاتفاق أكبر صفقة تصدير في تاريخ الاقتصاد الإسرائيلي، إذ تحوّلت مصر إلى مركز إقليمي لإعادة تصدير الغاز إلى أوروبا، ما منح الطرفين مكاسب اقتصادية وجيوسياسية ضخمة.
لكن الاتفاق، الذي بدأ تطبيقه فعليًا في يناير 2020، ظل يواجه عراقيل أمنية وسياسية متكررة، خاصة من الجانب الإسرائيلي الذي يربط استمرار التعاون بـ"الالتزام الكامل بالبنود الأمنية في سيناء".
صفقة الغاز بين المصالح والسيادة
بحسب يسرائيل هايوم، فإن تل أبيب لا تنوي إلغاء الاتفاق نهائيًا، بل تستخدم تجميد المصادقة النهائية كأداة ضغط دبلوماسية لضمان التزام القاهرة ببنود كامب ديفيد، لا سيما فيما يتعلق بتوزيع القوات المصرية في مناطق محددة من سيناء.
ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي مطلع قوله إن حل الخلافات الراهنة قد يستغرق عدة أسابيع، مؤكداً أن المداولات بين الجانبين لا تزال “في مرحلة حساسة للغاية”.
تحليل سياسي: بين واشنطن والقاهرة وتل أبيب
يرى محللون أن ما يجري يعكس إعادة رسم لتوازنات الطاقة والسيادة في المنطقة. فبينما تسعى القاهرة لتأكيد سيادتها الكاملة على سيناء، تتمسك إسرائيل بالحدود الأمنية المنصوص عليها في كامب ديفيد، في وقت تحاول فيه واشنطن منع انهيار هذا التعاون الحيوي الذي يمثل أحد أعمدة استراتيجيتها في شرق المتوسط.
ويشير خبراء إلى أن الموقف الإسرائيلي الأخير يعكس قلقًا متزايدًا من تزايد الحضور العسكري المصري في سيناء، رغم أن هذا التواجد ساهم عمليًا في مكافحة الإرهاب وضمان استقرار المنطقة الحدودية.
معلومات مختصرة عن صفقة الغاز
-
وزير الطاقة الإسرائيلي يرفض المصادقة على صفقة الغاز مع مصر رغم الضغوط الأمريكية.
-
السبب: مخاوف من انتهاكات اتفاقية كامب ديفيد وارتفاع أسعار الغاز داخليًا.
-
إلغاء زيارة وزير الطاقة الأمريكي إلى إسرائيل بسبب الخلاف.
-
الصفقة تُعد الأكبر في تاريخ الاقتصاد الإسرائيلي بقيمة تتجاوز 35 مليار دولار.
-
إسرائيل تستخدم التأجيل كأداة ضغط دبلوماسية لضمان التزام القاهرة بالبند الأمني في سيناء.

















