فاقدة الأهلية تفوز بجائزة نوبل للسلام.. مفارقة سياسية تهز فنزويلا والعالم !

في مفارقة غير مسبوقة في التاريخ الحديث لجائزة نوبل، أثار فوز زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو بجائزة نوبل للسلام لعام 2025 صدمة واسعة، إذ أن السياسية التي احتفى بها العالم قبل أيام باعتبارها “رمزًا للنضال السلمي من أجل الديمقراطية”، هي نفسها التي حكمت المحكمة العليا في فنزويلا بعدم أهليتها لتولي أي منصب عام لمدة 15 عامًا.
القرار القضائي الذي صدر في 27 يناير/كانون الثاني 2024، يجعل ماتشادو من الناحية القانونية فاقدة للأهلية السياسية داخل بلادها، بينما تُتوّج اليوم بإحدى أرفع الجوائز العالمية في مجال السلام والديمقراطية.
حكم قضائي يمنعها من الترشح للرئاسة
قضت المحكمة العليا في فنزويلا، الموالية لحكومة الرئيس نيكولاس مادورو، بعدم أهلية ماريا كورينا ماتشادو (56 عامًا) للترشح للانتخابات الرئاسية المقررة عام 2024، وأكدت سريان حكم المنع من المناصب العامة لمدة 15 عامًا.
وأوضحت المحكمة أن الحكم جاء بسبب “ضلوعها في مؤامرة فساد دبرها المعارض خوان غوايدو”، الذي اعترفت به دول غربية عديدة عام 2018 كرئيس شرعي مؤقت لفنزويلا، بعد انتخابات وصفت بأنها مزوّرة.
كما شمل القرار مرشح المعارضة السابق هنريكي كابريليس، ما أثار موجة من الغضب الدولي واتهامات لحكومة مادورو بقمع المعارضة السياسية واستبعاد خصومها الرئيسيين من السباق الرئاسي.
رفض أمريكي ودولي واسع للقرار
أدانت الولايات المتحدة وعدة دول غربية القرار، واعتبرته ضربة قاسية للديمقراطية الفنزويلية.
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن في حينه:
“هذا القرار يمثل خطوة أخرى في حملة الحكومة الفنزويلية المتواصلة لقمع المعارضة السياسية، ويقوّض أي أمل في انتخابات حرة ونزيهة.”
وجاءت هذه التصريحات ضمن حملة دولية تطالب بإلغاء الأحكام السياسية بحق زعماء المعارضة، وتمكينهم من الترشح في الانتخابات المقبلة.
من الإقصاء المحلي إلى التكريم العالمي
بعد أقل من عام على قرار منعها من الترشح، أعلنت لجنة نوبل في أكتوبر/تشرين الأول 2025 عن فوز ماريا كورينا ماتشادو بجائزة نوبل للسلام، تقديرًا لما وصفته اللجنة بـ “نضالها السلمي من أجل الحريات المدنية والديمقراطية في فنزويلا”.
لكن المفارقة أن الفائزة التي كُرمت عالميًا، تواجه إدانة قانونية محلية، وتُعد في نظر حكومة مادورو “شخصية متمردة شاركت في مؤامرة ضد الدولة”.
ويرى مراقبون أن منح الجائزة لماتشادو رغم وضعها القانوني “المعقد” يُعد تسييسًا واضحًا لجائزة نوبل، وتحولها من تكريم لجهود إنسانية إلى أداة ضغط سياسية على الأنظمة المناوئة للغرب.
دعم إسرائيلي وتصريحات مثيرة للجدل
يتزامن الجدل حول فوزها بجائزة نوبل مع الجدل حول مواقفها السياسية الأخيرة، إذ أعلنت ماتشادو سابقًا أنها ستنقل سفارة فنزويلا إلى القدس في حال انتخابها رئيسة للبلاد، ما عُدّ اصطفافًا واضحًا مع إسرائيل وحزب الليكود الذي وقّعت معه اتفاقية تعاون عام 2020.
وقد أثارت هذه التصريحات موجة انتقادات في العالم العربي، خاصة وأنها تتناقض مع روح “السلام” التي يُفترض أن تمثلها الجائزة التي تحمل اسمها.
مفارقة “نوبل”.. سلام بنكهة السياسة
بينما تصف لجنة نوبل الفائزة بأنها “مناضلة سلمية”، يرى خصومها في فنزويلا ودول أخرى أنها رمز للانحياز السياسي الغربي، وليست صوتًا حقيقيًا للسلام أو المصالحة.
ويقول محللون إن فوز شخصية “فاقدة للأهلية القانونية” بجائزة نوبل يطرح تساؤلات جوهرية حول معايير اللجنة، ومدى استقلالها عن الضغوط السياسية.
تناقض مفهوم السلام مع الفائزة بجائزة السلام
-
المحكمة العليا الفنزويلية منعت ماريا كورينا ماتشادو من الترشح للرئاسة لمدة 15 عامًا.
-
الولايات المتحدة أدانت القرار ووصفته بأنه قمع للمعارضة.
-
بعد عام فقط، حصلت ماتشادو على جائزة نوبل للسلام 2025.
-
تصريحاتها عن نقل السفارة إلى القدس تثير الجدل وتناقض مفهوم “السلام”.
-
فوزها يعكس تسييس جائزة نوبل وتحولها إلى أداة نفوذ دبلوماسي غربي.