ترامب يعتبر تجاهل منحه جائزة نوبل للسلام ”إهانة كبيرة” للولايات المتحدة - ورئيس لجنة نوبل يرد

استياء متجدد من لجنة نوبل
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلاً جديداً بعد تصريحاته الأخيرة التي اعتبر فيها أن تجاهل الولايات المتحدة في جائزة نوبل للسلام يمثل "إهانة كبيرة" لها. وجدد ترامب خلال لقائه مع كبار القادة العسكريين الأمريكيين مطالبته بمنحه الجائزة، مستنداً إلى ما وصفه بجهوده في إنهاء الحروب.
وتساءل ترامب مخاطباً العسكريين: "هل ستحصلون على جائزة نوبل؟ بالطبع لا. سيمنحونها لشخص لم يفعل شيئاً"، مؤكداً أنه يرى ضرورة أن تُمنح الجائزة للولايات المتحدة تقديراً لإنجازاتها لا لشخصه فقط.
سبع حروب منتهية وخطة لغزة
كرر ترامب مزاعمه حول نجاحه في إنهاء سبع حروب منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، مشيراً إلى أن خطته الحالية لإنهاء حرب غزة تمثل الفرصة الثامنة لتحقيق إنجاز تاريخي جديد، وقال: "أنهيت سبع حروب وسأنهي الثامنة.. إذا نجحت خطتي لغزة فسأكون قد أوقفت ثماني حروب في ثمانية أشهر".
ووصف ترامب هذا الإنجاز بـ "الكبير"، مؤكداً أنه يضع إنقاذ الأرواح وتحقيق السلام في صدارة أولوياته، بغض النظر عن الاعتراف الدولي.
مقارنة مع أوباما
لم يخلُ خطاب ترامب من التلميح إلى استيائه القديم من منح الرئيس الأسبق باراك أوباما جائزة نوبل للسلام عام 2009، بعد أشهر قليلة من توليه الحكم، معتبراً أن ذلك حدث دون إنجازات ملموسة على أرض الواقع، على عكس ما يصفه بإنجازاته في وقف الحروب.
موقف لجنة نوبل
من جهتها، شددت اللجنة النرويجية لجائزة نوبل للسلام على أن حملات ترامب الإعلامية أو ضغوطه لن تؤثر في قراراتها، مشيرة إلى أن عملية الاختيار تخضع لمعايير دقيقة ومستقلة. وقال رئيس اللجنة إن "الاهتمام بجائزة نوبل للسلام هذا العام غير مسبوق"، في إشارة إلى التنافس الحاد حولها.
ماكرون: النجاح في غزة شرط أساسي
وفي سياق متصل، صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن حصول ترامب على جائزة نوبل للسلام يتوقف بشكل أساسي على نجاحه في إنهاء النزاع في قطاع غزة. وقال ماكرون في مقابلة إعلامية: "أرى رئيساً أمريكياً يسعى لتعزيز السلام، وقد أكد التزامه في الأمم المتحدة بإنهاء النزاعات. لكن نيل جائزة نوبل لن يكون ممكناً إلا إذا وجد حلاً للحرب في غزة".
جدل عالمي متواصل
تأتي تصريحات ترامب في وقت لا يزال فيه العدوان الإسرائيلي على غزة مستمراً منذ ما يقارب العامين، وسط تعقيدات سياسية وإنسانية هائلة، ما يجعل مسألة إنهاء النزاع تحدياً صعباً أمام أي مبادرة دولية. وبينما يرى ترامب نفسه مرشحاً طبيعياً للجائزة بفضل "إنجازاته"، يبقى القرار بيد لجنة نوبل، التي تؤكد استقلاليتها عن الضغوط السياسية.