الناجية الوحيدة من مذبحة نبروه تروي القصة.. نجوى تحكي تفاصيل ما جرى يوم الحادث

في مشهد يختلط فيه الألم بالدهشة والصدمة، خرجت نجوى، الناجية الوحيدة من مذبحة نبروه، عن صمتها لتسرد تفاصيل ما عاشته في ذلك اليوم الدامي الذي كاد أن يكتب نهاية حياتها.
بداية الاعتراف.. "كنت فاكرة بيهددني"
تقول نجوى:
"أنا اتجوزت قبل كده وخلفت طفلين، وبعد الطلاق اتجوزت عصام، واعتبرت عياله زي عيالي، لدرجة إن أولادي نفسهم كانوا بيقولوا إني بحب مريم ومعاذ ومحمد أكتر منهم."
لكنها تعترف أن الحياة مع عصام لم تكن سهلة، فقد كانت مليئة بالمشكلات وسوء المعاملة، الأمر الذي دفعها للانفصال عنه مرتين من قبل، ومع الخلاف الأخير قررت أن يكون الطلاق هذه المرة نهائيًا.
لحظة التهديد
تروي نجوى تفاصيل تلك الليلة قائلة:
"لما صممت على الطلاق ودخلت ألم شنطي، عصام وقف قدامي وقال لي: لو مشيتي هــموّتِك وأمــوّت العيال وأمــوّت نفسي. أنا افتكرته بيهدد.. وما صدقتش إن ممكن يعملها، ومشيت."
المواجهة داخل المحل
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ لحق بها عصام إلى محلها، وحاول إقناعها بالرجوع من أجل الأولاد:
"قال لي ارجعي علشان العيال.. لكن أنا أصريت أسيب البيت، وقلت له: هاخد العيال وأربيهم لوحدي."
تضيف نجوى:
"ساعتها قال لي استنيني 10 دقايق وهرجعلك، ومشي. وبعد شوية رجع وقال لي: تعالى نطلع فوق في السندرة علشان محدش يسمعنا."
لحظة المأساة
لم تدرك نجوى أن ذلك الطلب يخفي وراءه خطة غادرة، إذ تروي بصوت متهدج:
"أول ما طلعنا فوق، طلع سكينة من جيبه وابتدى يطعن فيّ.. 16 طعنة.. 15 سطحية وواحدة دخلت في بطني. أنا ما صدقتش اللي بيحصل."
بين الموت والحياة
بعد لحظات من النزيف، دخلت نجوى في غيبوبة، لكنها نجت بأعجوبة. تقول:
"لما فُقت وعرفت إنه فعلاً نفذ تهديده، حسيت بانهيار عصبي صعب. أنا دلوقتي في العناية المركزة، وكل اللي بطلبه من ربنا إن ينجيني ويستر ولادي."
شهادة حية من ناجية وحيدة تكشف الوجه القاسي للعنف
قصة نجوى ليست مجرد رواية شخصية، بل شهادة حية من ناجية وحيدة تكشف الوجه القاسي للعنف الأسري، وكيف يمكن أن يتحول بيت يفترض أن يكون ملجأً آمنًا إلى ساحة دماء. وبينما ترقد في المستشفى، يبقى صوتها شاهدًا على أن النجاة من الموت قد تمنح فرصة جديدة للحياة، لكنها لا تمحو الندوب من الذاكرة والقلب.