هل تدفع بريطانيا الثمن؟ مطالبات فلسطينية قد تصل إلى تريليوني جنيه إسترليني

تشهد الساحة الدولية جدلًا واسعًا بعد تقارير صحفية بريطانية كشفت عن احتمال مواجهة بريطانيا سلسلة مطالبات تعويضات تاريخية قد تصل قيمتها الإجمالية إلى تريليوني جنيه إسترليني، أي ما يعادل 2.7 تريليون دولار أمريكي، على خلفية مسؤوليتها عن الممارسات التي رافقت فترة الانتداب البريطاني على فلسطين بين عامي 1917 و1948.
تقديرات ضخمة بحجم الاقتصاد البريطاني
صحيفة ديلي ميل البريطانية نشرت تقريرًا نقلاً عن خبراء في القانون الدولي، أكدوا فيه أن القيمة المقدرة للتعويضات التي قد تطالب بها الدولة الفلسطينية الجديدة تعادل تقريبًا حجم الاقتصاد البريطاني بكامله، معتبرين أن هذا الرقم يمثل "نقطة انطلاق جيدة" للتفاوض حول ما يرونه حقوقًا مسلوبة للشعب الفلسطيني خلال الحقبة الاستعمارية.
خلفية المطالب الفلسطينية
لطالما طالبت فلسطين بمقاضاة بريطانيا أمام المحاكم الدولية استنادًا إلى مسؤوليتها عن "النكبة الفلسطينية" وحرمان الشعب الفلسطيني من أراضيه عقب انتهاء الانتداب البريطاني. وتشير المذكرات القانونية المقدمة في هذا الشأن إلى أن تعويضات الأراضي والحقوق المسلوبة قد تتجاوز أي أرقام متداولة في المحافل السياسية.
اعترافات جديدة تزيد الضغط
وجاء هذا التطور بعد إعلان بريطانيا وكندا وأستراليا اعترافها الرسمي بالدولة الفلسطينية في خطوة وُصفت بأنها تاريخية، حيث صرح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بأن الاعتراف يهدف إلى "الحفاظ على جدوى حل الدولتين"، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة وتدهور الوضع الإنساني في القطاع.
التداعيات السياسية والاقتصادية
يرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام موجة دعاوى قضائية دولية تطالب بريطانيا بدفع تعويضات مالية هائلة. وإذا قُدر لهذه المطالبات أن تصل إلى المحاكم الدولية، فإنها قد تضع لندن أمام اختبار اقتصادي وسياسي غير مسبوق.
-
اقتصاديًا: التعويضات المقدرة ستشكل عبئًا يوازي حجم الناتج المحلي الإجمالي البريطاني.
-
سياسيًا: ستثير هذه القضية جدلًا داخليًا وخارجيًا حول مسؤولية بريطانيا التاريخية عن مأساة فلسطين.
موقف الخبراء
بعض خبراء القانون الدولي أكدوا أن المسار القضائي لن يكون سهلًا، نظرًا لتعقيدات ملفات التاريخ الاستعماري وصعوبة إلزام دولة كبرى مثل بريطانيا بتعويضات مالية بهذا الحجم. ومع ذلك، فإن مجرد طرح هذه المطالبات يعكس تحوّلًا استراتيجيًا في طريقة تعامل الفلسطينيين مع المجتمع الدولي، بالانتقال من المطالبة بالحقوق السياسية إلى المطالبة بتعويضات مالية ملموسة.
التعويضات الفلسطينية ضد بريطانيا قد تتحول إلى واحدة من أكثر القضايا حساسية في التاريخ
قضية التعويضات الفلسطينية ضد بريطانيا قد تتحول إلى واحدة من أكثر القضايا حساسية في التاريخ الحديث، ليس فقط لما تحمله من تبعات مالية، بل أيضًا لأنها قد تفتح الباب أمام محاسبة القوى الاستعمارية السابقة على جرائمها التاريخية، ما يضع بريطانيا أمام تحدٍ قد لا تستطيع تجاهله في المستقبل القريب.