صحيفة إسرائيلية تكشف تعليمات لجنود الغزو البري لمدينة غزة وتوقّعات بخسائر بشرية كبيرة

كشفت تقارير إسرائيلية نقلت عنها صحيفة يديعوت أحرونوت دخول عملية الجيش الإسرائيلي البرية في مدينة غزة — المسماة «عربات جدعون ب» — مرحلة التنفيذ مع تعليمات مشدّدة للجنود وتوقعات بتحمّل «ثمَن باهظ» قد يصل إلى مقتل عشرات من الجنود.
ماذا ورد في التقرير (مقتطفات أساسية)
-
بدأت المرحلة البرية لعملية «عربات جدعون ب» بدخول لواء أو أكثر إلى عمق المنطقة الحضرية في مدينة غزة، بعد حملات قصف جوي ومدفعي استمرت أيّاماً وأدت إلى نزوح أعداد كبيرة من المدنيين جنوباً.
-
أُبلغ الجنود المشاركون بالعملية تعليمات صارمة بشأن أمن المعلومات: سحب الهواتف المحمولة قبل الدخول أو عدم استخدامها داخل نطاق القتال، وذلك لمنع تسرب مواقع التحركات والأهداف.
-
أُعطيت تعليمات تشغيلية عن نمط العمل: الانتقال بين شوارع للتطهير وبيوت تُشغل كمخابئ مؤقتة للجنود في فترات التوقف، مع توقع بقاء الفرق شهوراً داخل القطاع وعدم العودة المنزلية السريعة.
-
قَدّر رئيس أركان الجيش أن العملية «ستكلف ثمناً باهظاً» وقد يؤدي تنفيذها إلى مقتل عشرات المقاتلين (لم يُحدّد رقم نهائي). كما حذّر من زيادة الخطر على حياة الرهائن داخل غزة خلال التصعيد.
-
التكتيك يُركّز على العمل ثنائي الأبعاد: القتال «فوق الأرض وتحتها» بعد تدريب القوات على التعامل مع شبكة الأنفاق والعمليات تحت الأرض، ووجود نية للوصول إلى مراكز ثقل حماس فوق وتحت الأرض وتدميرها.
-
السيناريوهات العسكرية المختارة لا تتوقع القضاء الكامل على حركة حماس، وقد تمتد العملية ويُتبعها مراحل لاحقة («عربات جدعون ج»).
ما الذي يعنيه ذلك ميدانياً؟
-
تكاليف بشرية عالية محتملة — تقديرات الجيش نفسه تشير إلى خسائر في صفوف المشاة بسبب طبيعة القتال داخل المدن المأهولة والمناطق الملغومة وشبكات الأنفاق.
-
تغير في التكتيك — تبنّي العمل تحت الأرض إلى جانب القتال الحضري يعكس محاولة الجيش معالجة تجربة سابقة شهدت صعوبات داخل الأنفاق، وهو تحوّل يتطلب تجهيزات خاصة ووحدات مدرّبة على أعمال الهندسة القتالية واستكشاف الأنفاق.
-
إجراءات أمن معلومات مشدّدة — سحب الهواتف يشير إلى قلق استخباراتي أمني من أن أي تسريب لمواقع القطع أو لجداول الحركة قد يستغله الخصم لتنفيذ هجمات أو نصب كمائن.
-
تهديد للأسرى — تحذيرات رئيس الأركان بأن الخطر على حياة الأسرى سيرتفع يدلّ على حسابات عسكرية-إنسانية معقّدة ويدفع إلى ضغوط سياسية وتسريع مفاوضات تبادل الرهائن إن أمكن.
أبعاد سياسية وقيادية
التقرير ذكر انقساماً في القيادة العليا: تفاوت واضح في تقديرات المستوى السياسي والأمني حول الأهداف والجدوى والتوقيت، ووجود «انعدام ثقة» بين رئيس الأركان والسياسيين (رئيس الوزراء ووزير الدفاع وفق التقرير). هذا الانقسام قد ينعكس على وضوح الأهداف الاستراتيجية وإمكان تحقيق نتائج عسكرية قابلة للترجمة إلى مكاسب سياسية.
تبعات إنسانية وإقليمية
-
تفاقم الأزمة الإنسانية: القتال داخل مدينة مكتظة مدنياً يعني مزيداً من أعداد النازحين والقتلى والجرحى المدنيين وتداعيات على المستشفيات والبنية التحتية.
-
ضغط إقليمي ودولي: أي عملية برية واسعة ستعقّد الجهود الدبلوماسية لوقف التصعيد وستؤثر على ملف الوساطات، كما قد تؤثر على أمن الملاحة والتوترات الإقليمية إذا توسّع الصراع.
نقاط ينبغي مراقبتها في الأيام المقبلة
-
مؤشرات خسائر الطرفين (مدنيين وجنود) وبيانات رسمية إسرائيلية حول أهداف العملية وإنجازاتها.
-
مصير الأسرى وإمكانية تسريع صفقة تبادل إثر مخاطر العملية.
-
أي تطورات في سلوك حماس التكتيكي داخل أنفاقها أو عبر عمليات هجومية مضادة.
-
مواقف دولية وإقليمية (دول مجاورة، الولايات المتحدة، الأمم المتحدة) تجاه تصعيد القتال داخل مدينة كثيفة السكان.
دخول المرحلة البرية لمدينة غزة يُعدّ نقطة فاصلة في مسار الصراع
التقرير الإسرائيلي يشير إلى أن دخول المرحلة البرية لمدينة غزة يُعدّ نقطة فاصلة في مسار الصراع: تكتيكياً يتطلب مواجهة شبكة أنفاق وحرب شوارع مع احتمالات خسائر ملموسة، وسياسياً يضع القيادة الإسرائيلية أمام معادلات صعبة بين الهدف العسكري والتبعات الإنسانية والدبلوماسية. تتداخل هنا الحسابات العسكرية مع ضغوط داخلية وخارجية، وما يحدث ميدانياً سيظل مرهونا بقرار سياسي قد يسرّع أو يوقف هذه الجولة العنيفة من المعارك.