مسئولين إسرائيليون نوقف الحرب أذا توقف خامني عن اطلاق الصواريخ علي إسرائيل

نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، صباح الأحد، عن مسؤولين إسرائيليين تأكيدهم أن تل أبيب مستعدة لوقف عمليتها العسكرية ضد إيران، في حال أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي، وقف إطلاق الصواريخ والسعي لحل سلمي للأزمة المتصاعدة.
هجوم جوي أمريكي واسع استهدف ثلاثًا من أبرز المنشآت النووية الإيرانية
جاءت التصريحات الإسرائيلية بعد ساعات فقط من هجوم جوي أمريكي واسع استهدف ثلاثًا من أبرز المنشآت النووية الإيرانية: نطنز، وفوردو، وأصفهان، في خطوة وصفها مراقبون بأنها غير مسبوقة منذ الثورة الإيرانية عام 1979.
وأشارت التقارير الإسرائيلية إلى أن الضربة الأمريكية تسببت في أضرار جسيمة، مع ترجيحات بأن منشأة "نطنز" قد تعرضت لتدمير شبه كامل، في حين لحقت أضرار كبيرة بمنشأتي "فوردو" و"أصفهان". وقد زعمت السلطات الإيرانية لاحقًا أنها نقلت المواد النووية المخصبة من المواقع المستهدفة قبل الهجوم، وأنه لم يُرصد أي تسرب إشعاعي.
مئات الكيلوجرامات من المواد النووية المخصبة تم تدميرها
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة تقديراتها بأن مئات الكيلوجرامات من المواد النووية المخصبة قد تم تدميرها خلال الضربات، ما قد يؤدي، حسب وصفهم، إلى تراجع البرنامج النووي الإيراني أكثر من عقد من الزمن.
وقال أحد المسؤولين الإسرائيليين في تصريح للصحيفة:
"إذا أوقف خامنئي إطلاق الصواريخ غدًا وقال إنه يريد إنهاء هذا الصراع، فسنتقبل ذلك".
ومع ذلك، أوضح المسؤولون أن التقييمات لا تزال أولية، وأنه لم يتم التحقق بشكل مستقل من النتائج الكاملة للضربة، مرجحين أن إيران لم تتمكن من إخراج سوى كميات محدودة من المواد المخصبة قبل تنفيذ العملية العسكرية الأمريكية.
تطورًا جديدًا في خطاب تل أبيب
في الوقت الذي تزداد فيه وتيرة المواجهة العسكرية على أكثر من جبهة في الشرق الأوسط، فإن هذا الطرح الإسرائيلي بوقف العمليات العسكرية يمثل تطورًا جديدًا في خطاب تل أبيب، التي عادة ما تتبنى مواقف تصعيدية متشددة تجاه إيران.
ويرى مراقبون أن عرض التهدئة هذا قد يكون اختبارًا للنوايا الإيرانية، أو محاولة للضغط على طهران دوليًا في ظل الانتقادات التي بدأت تخرج من روسيا والصين وبعض العواصم الأوروبية، بشأن مغبة التصعيد الشامل في منطقة شديدة الحساسية اقتصاديًا واستراتيجيًا.
عمل عسكري مباشرًا ضد الولايات المتحدة بعد الضربات الأخيرة
إيران، من جهتها، لم تُظهر حتى الآن ردًا عسكريًا شاملًا ومباشرًا ضد الولايات المتحدة بعد الضربات الأخيرة، وإن كانت قد كثفت من الهجمات عبر الطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، كما فعلت في حيفا وتل أبيب وبئر السبع خلال الأيام الماضية.
وفي الوقت ذاته، تستمر تصريحات القادة الإيرانيين في التأكيد على أن بلادهم لن تستسلم ولن تُفرّط في برنامجها النووي، مشيرين إلى أن هذا البرنامج بات يمثل "رمز السيادة والتطور الوطني"، ما ينذر بإمكانية استمرار المواجهة المفتوحة في حال لم تحدث وساطة دولية فعالة.