بيان مصري حاد ضد إسرائيل: عدوان عسكري يفاقم الكارثة الإنسانية في غزة وتجاهل لجهود الوساطة

أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا شديد اللهجة أدانت فيه استمرار التوسع العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة مؤكدة أن ما وصفته بـ العدوان العسكري يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني وإمعانًا في تجاهل الإرادة الدولية الراغبة في إنهاء الحرب المشتعلة منذ أكتوبر 2023
وأكد البيان أن استمرار العمليات الإسرائيلية يتعارض بشكل مباشر مع الجهود التي تقودها مصر وقطر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار حيث طرحت القاهرة مقترحًا ثلاثي المراحل في مايو 2024 يتضمن تهدئة شاملة إلا أن إسرائيل رفضت الاستجابة لهذه المبادرة معتبرة أن أي وقف دائم لإطلاق النار يتعارض مع أهدافها العسكرية الرامية إلى القضاء على حركة حماس ومنع أي تهديد مستقبلي من غزة
نوايا واضحة للاستمرار في العدوان على الأبرياء في غزة
الخارجية المصرية شددت على أن غياب الإرادة الإسرائيلية في خفض التصعيد يعكس نوايا واضحة للاستمرار في العدوان على الأبرياء في غزة محذرة من أن هذا النهج العدواني يضاعف الكارثة الإنسانية داخل القطاع في ظل استمرار سياسات الحصار والتجويع التي تفرضها سلطات الاحتلال على المدنيين العزل
كما أوضح البيان أن هذه السياسات تضع المنطقة بأكملها على مسار تصادمي ينذر بالمزيد من التوتر والصراع مع تجاهل الجهود الدولية والإقليمية الرامية إلى التهدئة وهو ما يعمّق المأساة ويهدد الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط
رفض الاستيطان بالأراضي الفلسطينية المحتلة والتراجع الواضح عن مسار السلام
وجددت مصر رفضها القاطع للتوسع المستمر في سياسات الاستيطان بالأراضي الفلسطينية المحتلة والتراجع الواضح عن مسار السلام القائم على حل الدولتين والذي يحظى بدعم إقليمي ودولي مؤكدة أن استمرار إسرائيل في هذه السياسات يقوّض أي فرصة لتحقيق السلام العادل والشامل
وتأتي هذه المواقف في ظل توترات متصاعدة بين القاهرة وتل أبيب منذ اندلاع حرب غزة عقب عملية طوفان الأقصى في أكتوبر 2023 حيث زادت حدة الخلاف بعد قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينت" في أغسطس 2024 بتوسيع العمليات العسكرية في غزة وهو القرار الذي وصفته دار الإفتاء المصرية بأنه توجه عدواني واضح يستهدف تصفية القضية الفلسطينية
إسرائيل تتمسك بخيار الحسم العسكري
ويشير مراقبون إلى أن إسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو تتمسك بخيار الحسم العسكري حتى لو استلزم الأمر تجاهل كل المقترحات الدولية للهدنة بينما تواصل مصر دورها المحوري كوسيط رئيسي في الأزمة مؤكدة التزامها بالسعي لتحقيق وقف إطلاق النار وحماية الشعب الفلسطيني من تداعيات العدوان
لتبقى رسالة القاهرة واضحة بأن النهج الإسرائيلي العدواني لا يهدد فقط الفلسطينيين في غزة بل يهدد الاستقرار الإقليمي ككل ويضع المنطقة أمام سيناريوهات أكثر خطورة في حال استمرار تجاهل الجهود الدولية لإنهاء الحرب