أم جني.. محتوى يسيء للمرأة المصرية ويستدعي تدخّل عاجل من المجلس القومي للمرأة

في زمن السوشيال ميديا، لم تعد الشهرة تقاس بالقيمة التي يقدمها المحتوى أو الرسالة التي يحملها، بل أصبحت مرتبطة بعدد المشاهدات والإعجابات، حتى لو كان ذلك على حساب القيم والأعراف المجتمعية. ومن بين الأسماء التي أثارت جدلًا واسعًا في مصر مؤخرًا، تبرز التيك توكر المعروفة باسم "أم جني"، التي حصدت ملايين المشاهدات عبر مقاطع فيديو اعتبرها الكثيرون مسيئة لصورة المرأة المصرية وتشويهًا لصورة الأسرة أمام المجتمع.
محتوى مثير للجدل واستغلال للأطفال
تعتمد أم جني في محتواها على تصوير مقاطع تتضمن تناول كميات كبيرة من الطعام بشكل استعراضي مبالغ فيه، وهو ما يراه المتابعون رسالة سلبية توحي بأن الشعب المصري "جائع" أو يسعى وراء المظاهر الاستهلاكية دون قيمة حقيقية. الأخطر من ذلك هو إشراك أطفالها في هذه المقاطع، ما دفع كثيرين لاتهامها باستغلال القاصرين لتحقيق أرباح مادية عبر منصات التواصل، في مخالفة واضحة للقوانين المصرية التي تحمي الطفل من الاستغلال في الإعلانات أو المحتوى التجاري.
انتقادات شعبية وحملات مقاطعة
تصاعدت موجة الغضب الشعبي ضد أم جني عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أطلق ناشطون حملات لمقاطعة محتواها، وطالبوا الجهات المعنية والمجلس القومي للأمومة والطفولة بالتدخل الفوري لوقف استغلال الأطفال، ولمنع ظهورهم في مثل هذا النوع من الفيديوهات الذي لا يقدم أي قيمة تعليمية أو اجتماعية. كما اعتبر كثير من رواد السوشيال ميديا أن ما تقدمه يمثل إساءة مباشرة للمرأة المصرية، ويكرس صورة سلبية عنها أمام العالم.
دعوات للتدخل القانوني
طالب محامون وحقوقيون بضرورة فتح تحقيق رسمي مع أم جني حول طبيعة المحتوى الذي تقدمه، وفحص مصادر دخلها عبر المنصات الرقمية، إلى جانب اتخاذ الإجراءات القانونية التي تمنع استغلال الأطفال في أي نشاط يهدف لتحقيق مكاسب مادية أو يضر بسمعتهم وحقهم في الخصوصية. وأكدوا أن القانون المصري يجرّم مثل هذه الممارسات، ويعاقب عليها بالحبس أو الغرامة.
المسؤولية المجتمعية ودور الأسرة
يرى خبراء علم الاجتماع أن ظاهرة أم جني تكشف جانبًا من أزمة المحتوى العربي على منصات التواصل، حيث ينجذب المتابعون إلى المواد الترفيهية السطحية، ما يشجع صناع المحتوى على إنتاج المزيد منها. ودعوا الأسر إلى توعية أبنائهم بضرورة عدم الانجراف وراء هذه النماذج، والتمييز بين المحتوى المفيد والمحتوى المضر بالقيم والمجتمع.
اختبار حقيقي لمدى قدرة المجتمع والدولة على ضبط المحتوى الإلكتروني وحماية صورة المرأة المصرية وحقوق الطفل
قضية أم جني ليست مجرد جدل على مواقع التواصل، بل هي اختبار حقيقي لمدى قدرة المجتمع والدولة على ضبط المحتوى الإلكتروني وحماية صورة المرأة المصرية وحقوق الطفل. وفي ظل المطالبات المتزايدة بإيقافها والتحقيق معها، يبقى السؤال: متى تتحرك الجهات المسؤولة لحماية القيم والمبادئ من التشويه على منصات التواصل الاجتماعي؟