محامون على «تيك توك»… منبر الدفاع يتحول إلى استعراض رخيص يسيء للمهنة ويهين العدالة

في واقعة محدده علي تطبيق تيك توك المشبوة استغل بعض المحامين حملة وزارة الداخلية التي تهدف الي تنظيف الفضاء الالكتروني المصري من المحتوي المبتذل والرخيص ففي الوقت الذي تخوض فيه وزارة الداخلية معركة حقيقية لتنظيف الفضاء الإلكتروني المصري من الفجور والابتذال وجرائم التسول الإلكتروني، ظهرت فئة من المحامين حولت هذه الحملة الجادة إلى فرصة للاستعراض الرخيص على منصات التواصل الاجتماعي، وفي مقدمتها تطبيق «تيك توك» الذي بات ساحة مفتوحة للفوضى الأخلاقية والفكرية
بعض ضعاف النفوس ظهروا في بثوث مباشرة على «تيك توك» يتعاملون مع القضايا الجنائية الخطيرة وكأنها مادة للتسلية
فبدلًا من أن يقف المحامي في موقعه الطبيعي كمدافع عن القانون وحامي للعدالة، خرج بعض ضعاف النفوس منهم في بثوث مباشرة على «تيك توك» يتعاملون مع القضايا الجنائية الخطيرة وكأنها مادة للتسلية وجذب المشاهدات، مستخدمين ألقابهم وصفاتهم المهنية كطُعم لجذب الجمهور وتحقيق انتشار سريع، في سلوك يسيء لمهنة المحاماة ويفرغها من مضمونها الأخلاقي والقانوني
محامي يشترط حوت للأجابة علي سؤال
المشهد تجاوز حدود السخرية حين سأل أحد المتابعين أحد هؤلاء المحامين الملقب بـ«المستشار» عن موقف متهم يدعى «شاكر»، ليأتي الرد الصادم: «نزل حوت وهجاوبك». رد لا يعكس فقط استخفافًا بالقضية، بل يختزل دماء المهنة ومكانتها في جملة هزلية لا تليق لا بمحامٍ ولا بمواطن عادي يتحدث عن قضية في طور التحقيق
تحرك عاجل من نقابة المحامين لوضع حد لهذا الانحدار بمهنة القضاء الواقف
هذه التصرفات المشينة دفعت الكثير من المواطنين والمشتغلين بالقانون إلى المطالبة بتحرك عاجل من نقابة المحامين لوضع حد لهذا الانحدار، وفرض ضوابط صارمة تمنع استغلال صفة المحامي على منصات التواصل الاجتماعي في تحقيق مكاسب شخصية أو نشر محتوى مبتذل، خصوصًا حين يتعلق الأمر بقضايا تمس القيم والأمن المجتمعي
القانون والعدالة أكبر وأسمى من أن يكونا موضوعًا للسخرية أو وسيلة لكسب المتابعين
إن استمرار هذه الممارسات يهدد سمعة مهنة المحاماة التي بُنيت على أسس من الجدية والنزاهة، ويحول المحامي من رجل قانون يحظى بالاحترام إلى صانع محتوى يبحث عن «اللايكات» و«المشاهدات». وعلى النقابة أن تتحمل مسؤوليتها كاملة في محاسبة هؤلاء، وتأكيد أن مهنة الدفاع عن الحقوق لا مكان فيها لمن يبيع وقارها على منصات التفاهة الرقمية
القانون والعدالة أكبر وأسمى من أن يكونا موضوعًا للسخرية أو وسيلة لكسب المتابعين، وأي تهاون مع هذه الفئة من المحامين المستغلين يعني فتح الباب على مصراعيه لانهيار ما تبقى من هيبة المهنة في عيون المجتمع