الخارجية الأمريكية تتبرأ من تصريحات سفيرها لدى إسرائيل حول الدولة الفلسطينية: ”يتحدث نيابة عن نفسه”

في موقف رسمي يحمل دلالات على التباين داخل الإدارة الأمريكية، رفضت وزارة الخارجية الأمريكية تصريحات السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، والتي شكك فيها بإمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقلة، معتبرة أنه "يتحدث نيابة عن نفسه" ولا يعبّر عن الموقف الرسمي للولايات المتحدة.
وجاء الرد الحاسم من المتحدثة باسم وزارة الخارجية، تامي بروس، خلال موجز صحفي، حيث قالت: "لن أحاول تفسير أو تبرير تصريحات السفير هاكابي. هو بالتأكيد يتحدث نيابة عن نفسه"، وذلك في أعقاب مقابلة أجراها السفير مع وكالة "بلومبرغ"، زعم خلالها أن "الولايات المتحدة لم تعد تعتبر الدولة الفلسطينية هدفًا ضمن سياستها الخارجية".
هاكابي :لا أعتقد أن إقامة دولة فلسطينية ما زالت هدفاً للسياسة الأمريكية
وفي تصريح أثار موجة من الجدل، قال هاكابي في المقابلة: "لا أعتقد أن إقامة دولة فلسطينية ما زالت هدفاً للسياسة الأمريكية" مضيفًا أن "أي تغييرات جذرية في الثقافة السياسية الفلسطينية لا تبدو واردة في المستقبل القريب، وربما لن تحدث في حياتنا".
اقتطاع أراضٍ من إحدى الدول الإسلامية لإقامة دولة فلسطينية
وذهب السفير الأمريكي إلى اقتراحات مثيرة، حيث ألمح إلى إمكانية اقتطاع أراضٍ من إحدى الدول الإسلامية لإقامة دولة فلسطينية عليها بدلاً من التنازل الإسرائيلي، مستبعدًا بذلك بشكل واضح الضفة الغربية كموقع محتمل للدولة الفلسطينية. واستخدم هاكابي المصطلح التوراتي "يهودا والسامرة"، الذي تتبناه الأوساط اليمينية الإسرائيلية للإشارة إلى الضفة الغربية، والتي يعيش فيها نحو 3 ملايين فلسطيني تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي.
مؤيد للمستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة
ويُعرف مايك هاكابي، حاكم ولاية أركنساس السابق، بانتمائه للتيار المسيحي الإنجيلي ودعمه الشديد لإسرائيل، وهو أحد الأصوات الأمريكية الأكثر تأييدًا للمستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ما جعله اختيارًا مثيرًا للجدل كسفير لدى تل أبيب من قِبل إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.
ويأتي هذا الموقف وسط غياب أي موقف حاسم من الرئيس ترامب في ولايته الثانية حتى الآن حول حل الدولتين، الذي كان لعقود أحد ثوابت السياسة الأمريكية الرسمية في الشرق الأوسط، قبل أن تُعيد إدارة ترامب السابقة تموضعها باتجاه سياسات أكثر انحيازًا للمواقف الإسرائيلية.
اختيار هاكابي دليلاً على ميل واضح لنهج سياسي يميني متشدد
ويرى مراقبون أن تصريح الخارجية الأمريكية يُشير إلى رغبة واشنطن في النأي بنفسها عن أي مواقف "شخصية" قد تؤثر على صورتها كوسيط مفترض في عملية السلام، رغم أن اختيار هاكابي في حد ذاته كان دليلاً على ميل واضح لنهج سياسي يميني متشدد.
ويبقى مصير الدولة الفلسطينية موضع تساؤل كبير، في ظل الانقسامات السياسية الفلسطينية الداخلية، واستمرار الاحتلال والاستيطان، وتردد الإدارة الأمريكية في بلورة موقف واضح يدفع نحو الحل العادل والشامل، وفق قرارات الشرعية الدولية.