فتح” تدعو ”حماس” لوقف اللعب بمصير الفلسطينيين وفق أجندات خارجية.. واللجنة المركزية تحذر من مؤامرة إعادة احتلال غزة

دعت اللجنة المركزية لحركة "فتح"، خلال اجتماع عقد بمقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة رام الله، حركة "حماس" إلى التوقف عن ما وصفته بـ"اللعب بمصير الشعب الفلسطيني وفقًا لأجندات خارجية"، مطالبة إياها بالتعاون مع جهود القيادة الشرعية لوقف شلال الدم الفلسطيني المستمر.
الاجتماع الذي ترأسه الرئيس محمود عباس شهد توجيه رسائل سياسية شديدة اللهجة، تزامنًا مع تصعيد الاحتلال الإسرائيلي في غزة وتزايد المؤشرات على مخططات خطيرة لإعادة احتلال القطاع، وسط صمت دولي وارتباك داخلي فلسطيني.
"فتح": لا مجال للمغامرات السياسية في زمن الدم الفلسطيني
وأكدت اللجنة المركزية في بيانها أن على حركة "حماس" الالتزام بالأسس الوطنية التي تقوم عليها منظمة التحرير الفلسطينية، والتوقف عن تقديم خدمات مجانية للاحتلال عبر قرارات انفرادية ومغامرات محسوبة على حساب دماء الفلسطينيين.
وقالت اللجنة إن استمرار حماس في العمل خارج الإطار الوطني الموحد، وتجاهلها للمبادرات الرسمية لوقف إطلاق النار، يخدم أهداف الاحتلال ويعزز الانقسام، وهو ما يجب التوقف عنه فورًا، بحسب البيان.
تحذير من مخططات إعادة احتلال غزة وتهجير سكانها
وخلال الاجتماع، حذّرت قيادة "فتح" من محاولات إسرائيلية ممنهجة لإعادة احتلال قطاع غزة وتقطيع أوصاله، تمهيدًا لفرض سياسة التهجير القسري، مشيرة إلى أن هذه المحاولات مرفوضة فلسطينيًا وعربيًا ودوليًا، ولن يُسمح بتمريرها بفضل صمود أبناء الشعب الفلسطيني وتمسكهم بأرضهم وحقوقهم.
كما حمل البيان نبرة غاضبة تجاه المجتمع الدولي ومجلس الأمن، مطالبًا بتحمل المسؤوليات السياسية والأخلاقية والإنسانية تجاه ما يحدث في غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة، حيث تجاوز عدد الضحايا 200 ألف شهيد وجريح، وسط دمار واسع طال البنية التحتية والمراكز السكنية والمقدسات الإسلامية والمسيحية.
الرئيس عباس: لا بديل عن الشرعية الفلسطينية.. ونسعى لوقف العدوان
في مداخلة مفصّلة خلال الاجتماع، قدّم الرئيس محمود عباس شرحًا للوضع السياسي الراهن، واستعرض نتائج لقاءاته واتصالاته الإقليمية والدولية، مشددًا على أن المعركة الحقيقية ليست فقط ضد الاحتلال، بل ضد محاولات تهميش القرار الفلسطيني الموحد.
وأكد عباس أن "القيادة الفلسطينية تعمل على مسارين: وقف العدوان الإسرائيلي، والحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية وحشد الاعترافات الدولية".
نحو ترتيب البيت الفلسطيني.. المجلس المركزي يجتمع الأربعاء
وفي ختام الاجتماع، ناقشت اللجنة المركزية التحضيرات الخاصة بعقد جلسة المجلس المركزي الفلسطيني يوم الأربعاء بمقر الرئاسة، والذي سيبحث مستجدات الأوضاع السياسية، ومحاولات توحيد الصف الداخلي الفلسطيني، ومواجهة التحديات التي تتعرض لها القضية، سواء من الاحتلال أو من الخلافات الداخلية.
صراع الداخل في ظل نيران الخارج
تُظهر لهجة "فتح" في هذا البيان حجم الغضب من سياسة "حماس"، خاصة في ظل الظروف الحرجة التي يعيشها الفلسطينيون في غزة والضفة والقدس، وتضع الكرة في ملعب حماس لتحديد ما إذا كانت جزءًا من المشروع الوطني الفلسطيني، أم أنها تستمر في تغليب مصالح خارجية على المصلحة الفلسطينية العليا.
وفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، تبقى وحدة الصف الوطني هي السبيل الوحيد لمواجهة ما وصفته "فتح" بـ"أخطر مرحلة تمر بها القضية الفلسطينية منذ النكبة"، فإما الشراكة... أو الانهيار.