قفز تاريخي للذهب بعد قرارات ترامب الجمركية.. الأونصة تتجاوز 3160 دولاراً لأول مرة

سجّل الذهب ارتفاعاً غير مسبوق في الأسواق العالمية اليوم الخميس 3 أبريل 2025، بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن حزمة من الرسوم الجمركية الموسعة التي طالت غالبية الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، ما تسبب في صدمة بالأسواق ودفع المستثمرين إلى الاحتماء بالمعدن النفيس كملاذ آمن وسط تصاعد الحرب التجارية العالمية.

وفي ظل هذا التوتر، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.4% ليصل إلى 3145.93 دولاراً للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 04:18 صباحًا بتوقيت أبوظبي، بعد أن لامس ذروته التاريخية عند 3167.57 دولاراً في وقت سابق من جلسة التداول، وهو أعلى سعر يسجله الذهب على الإطلاق منذ بدء تداوله في الأسواق المالية.

كما زادت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.1% لتصل إلى 3170.70 دولاراً للأوقية، ما يعكس استمرار التوجه الصعودي للمعدن الأصفر في ظل التحولات الجيوسياسية والاقتصادية الكبرى.

قرارات ترامب تثير زلزالاً تجارياً

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن مساء أمس الأربعاء عن فرض رسوم جمركية أساسية بنسبة 10% على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة، مع فرض تعريفات إضافية مشددة على عشرات الدول، من بينها أكبر الشركاء التجاريين لأمريكا مثل الصين، الاتحاد الأوروبي، كندا، والمكسيك، في خطوة مفاجئة اعتبرها محللون تصعيداً خطيراً في الحرب التجارية العالمية.

وأكدت إدارة ترامب كذلك أن الرسوم العالمية على السيارات والشاحنات بقيمة 25% ستُطبق كما هو مخطط لها في الثالث من أبريل الجاري، على أن يتم تطبيق رسوم على واردات قطع غيار السيارات في الثالث من مايو المقبل، ما دفع كبرى شركات السيارات إلى التحذير من موجة تضخم صناعي قد تمتد إلى قطاعات أخرى.

الذهب يتألق كملاذ آمن

تاريخيًا، يُعد الذهب ملاذًا تقليديًا للمستثمرين في أوقات عدم الاستقرار السياسي أو المالي، وقد عززت قرارات ترامب هذا الاتجاه بشكل كبير، حيث سارع المستثمرون إلى التحول عن الأسهم والعملات الرقمية وأسواق السندات إلى الذهب.

ويأتي هذا الارتفاع المذهل ليعزز مكاسب الذهب السنوية، إذ صعدت أسعار المعدن النفيس بأكثر من 19% منذ بداية عام 2025، مدفوعة بعوامل مركبة تشمل:

• تصاعد التوترات الجيوسياسية

• اضطراب الأسواق العالمية بسبب الحرب التجارية

• احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال النصف الثاني من العام

• عمليات الشراء المكثفة من قبل البنوك المركزية حول العالم

أداء المعادن النفيسة الأخرى

في ظل صعود الذهب، تباين أداء باقي المعادن النفيسة، إذ تراجعت الفضة بنسبة 1.2% إلى 33.61 دولاراً للأوقية، كما هبط البلاتين بنسبة 0.8% إلى 975.93 دولاراً، في حين انخفض البلاديوم بنسبة 0.6% إلى 964.56 دولاراً.

ويرى محللون أن تراجع تلك المعادن يعكس تفضيل المستثمرين للذهب كأصل أكثر أمانًا وسط أجواء اقتصادية مشحونة، على الرغم من ارتباط بعض تلك المعادن بالصناعات الثقيلة التي قد تتأثر بالرسوم الجديدة.

هل يستمر صعود الذهب؟

يتوقع خبراء الأسواق أن يستمر الذهب في تسجيل مستويات قياسية خلال الأيام والأسابيع المقبلة، إذا استمر التصعيد التجاري بين واشنطن وشركائها، لا سيما أن الأسواق لم تهضم بعد تأثير الرسوم الجمركية الأخيرة، والتي قد تؤدي إلى ركود عالمي جزئي وتغيّرات في السياسات النقدية للبنوك المركزية الكبرى.

ويبقى الذهب في واجهة المشهد الاقتصادي كأداة تحوط فعالة، بانتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة من تطورات سياسية وتجارية قد تعيد رسم خريطة التوازنات الاقتصادية العالمية.