غياب بارز لزعماء السعودية والإمارات عن قمة القاهرة الطارئة.. لماذا غاب القادة عن مناقشة أزمة غزة؟ وترقب الشعب العربي للقمة

، تستضيف العاصمة المصرية القاهرة، اليوم الثلاثاء، القمة العربية الطارئة التي تُعقد لمناقشة المستجدات الخطيرة في فلسطين. ومع ذلك، شهدت القمة غياب عدد من الزعماء البارزين، وعلى رأسهم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بالإضافة إلى رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ما أثار تساؤلات حول أسباب هذا الغياب في وقت حرج تمر به المنطقة.
السعودية تمثلها الخارجية.. وغياب القيادة العليا يثير الجدل
أعلنت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن المملكة العربية السعودية ستُشارك في القمة العربية غير العادية عبر وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، الذي وصل إلى القاهرة نيابةً عن الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان، لترؤس الوفد السعودي في القمة.
لم تكشف المملكة عن سبب مباشر لغياب الملك وولي عهده عن القمة، إلا أن بعض المراقبين يرون أن التحركات السعودية في الملف الفلسطيني قد تكون مرتبطة بمسارات دبلوماسية منفصلة تعمل عليها الرياض في الوساطة الدولية، إلى جانب جهودها في مفاوضات التطبيع المحتملة مع إسرائيل، مما قد يفسر الاكتفاء بتمثيل وزاري في القمة.
الإمارات ترسل وفدًا برئاسة منصور بن زايد نيابةً عن محمد بن زايد
كما غاب عن القمة رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حيث ترأس الوفد الإماراتي نائب رئيس الدولة منصور بن زايد آل نهيان. وضمت البعثة الإماراتية عددًا من كبار المسؤولين، بينهم:
- علي بن حماد الشامسي – الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني.
- الدكتور أنور قرقاش – المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة.
- ريم بنت إبراهيم الهاشمي – وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي.
- الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان – وزير دولة.
- خليفة بن شاهين المرر – وزير دولة.
- لانا نسيبة – مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية.
لم يصدر توضيح رسمي عن سبب غياب الشيخ محمد بن زايد عن القمة، لكن بعض المحللين يشيرون إلى أن الإمارات تواصل اتصالاتها الدبلوماسية الخاصة مع الأطراف الدولية الفاعلة، وتسعى للحفاظ على دورها في إدارة المشهد الإقليمي بعيدًا عن الخطاب التصعيدي في القمم السياسية.
لماذا غاب الزعماء عن قمة تناقش أزمة غزة؟
يأتي غياب الزعماء الخليجيين عن القمة في لحظة حساسة تمر بها القضية الفلسطينية، إذ تنعقد القمة في وقت يشهد فيه قطاع غزة تصعيدًا عسكريًا خطيرًا بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل دون التوصل إلى تمديد أو بدء مرحلة ثانية.
ورغم أهمية القمة، يبدو أن بعض القادة فضلوا عدم المشاركة المباشرة لأسباب قد تتعلق:
- الرغبة في البقاء خارج دائرة التصعيد العلني: حيث تسعى بعض الدول، وعلى رأسها السعودية والإمارات، إلى لعب دور الوسيط الهادئ في الملف الفلسطيني، بعيدًا عن البيانات السياسية الحادة التي تصدر عن القمم العربية الطارئة.
- استمرار التحركات الدبلوماسية الفردية: مع وجود جهود وساطة إقليمية ودولية لإيقاف الحرب وإعادة الاستقرار إلى غزة، قد يكون غياب بعض القادة مرتبطًا بمباحثات سرية أو مفاوضات جارية خارج إطار القمة العربية.
- الاعتبارات السياسية الداخلية: حيث تواجه بعض الدول تحديات داخلية تتطلب تركيز القيادة العليا على ملفات محلية أكثر إلحاحًا، ما دفعها إلى إرسال وفود وزارية بدلًا من حضور القمة على مستوى الرؤساء والملوك.
القمة العربية في القاهرة.. آمال بقرارات حاسمة
على الرغم من الغيابات البارزة، تبقى القمة العربية الطارئة التي تستضيفها القاهرة محطة مفصلية في ظل الأزمة الراهنة، حيث يناقش القادة العرب الخطوات الممكنة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، ودعم الجهود الدولية لتحقيق تسوية عادلة للقضية الفلسطينية.
ويترقب الشارع العربي نتائج هذه القمة وسط تساؤلات حول مدى قدرة الدول العربية على اتخاذ قرارات مؤثرة في مسار الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، خاصة في ظل استمرار الانقسامات في المواقف بين الدول العربية حول طريقة التعامل مع الأزمة الراهنة.