الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ عمليات برية ”خاصة” ضد حزب الله جنوب لبنان بدعم استخباراتي
أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء عن تنفيذ عمليات برية خاصة ومركزة بالقرب من الحدود مع جنوب لبنان في إطار حملة تهدف إلى تدمير بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله ووقف محاولات إعادة تموضعه في المنطقة
العمليات تستند إلى معلومات استخبارية ورصد وسائل قتالية وبنية تحتية
وصرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في تدوينة على منصة إكس أن هذه العمليات تستند إلى معلومات استخبارية دقيقة ورصد وسائل قتالية وبنية تحتية وصفها بالإرهابية تابعة لحزب الله في مناطق متعددة جنوب لبنان وأكد أن الجنود توجهوا لتنفيذ عمليات خاصة تستهدف هذه المواقع بشكل مباشر
تصاعد التوتر الحدودي بين إسرائيل وحزب الله
وتأتي هذه العمليات في ظل تصاعد التوتر الحدودي بين إسرائيل وحزب الله وسط تحذيرات دولية من انزلاق المنطقة نحو مواجهة جديدة بينما يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف مواقع الحزب بالطيران والمدفعية متهما إياه بخرق اتفاق وقف إطلاق النار وهو ما ينفيه الحزب
سلاح حزب الله
في السياق ذاته أعرب المبعوث الأمريكي إلى سوريا السفير توماس باراك عن رضاه عن الرد اللبناني الرسمي على مطلب واشنطن المتعلق بنزع سلاح حزب الله وقال خلال مؤتمر صحفي عقب لقائه بالرئيس اللبناني جوزيف عون إن الرد اللبناني كان مسؤولا ويأخذ بعين الاعتبار العديد من القضايا مضيفا أن الولايات المتحدة تسعى إلى خطة تتطلب حوارا جادا وقد تم تحقيق تقدم في هذا الاتجاه
وأشار باراك إلى أن الحوار بين سوريا وإسرائيل قد بدأ داعيا لبنان إلى القيام بخطوة مماثلة معتبرا أن المنطقة تشهد تحولا سريعا قد يُبقي لبنان خارج سياق التغيرات إن لم يتحرك
وذكرت وكالة رويترز نقلا عن مصادر مطلعة أن حزب الله بدأ في مراجعة استراتيجية داخلية كبرى بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل وتشمل هذه المراجعة بحث تقليص دوره كتنظيم مسلح من دون التخلي الكامل عن سلاحه وهي خطوة قد تعكس حجم الضغوط التي يواجهها الحزب
حزب الله يعاني من ضغوط مالية غير مسبوقة إضافة إلى تراجع نفوذه السياسي
وتشير التقارير إلى أن حزب الله يعاني من ضغوط مالية غير مسبوقة إضافة إلى تراجع نفوذه السياسي منذ وصول حكومة لبنانية جديدة إلى الحكم بدعم أمريكي في فبراير الماضي كما يواجه الحزب حملة عسكرية إسرائيلية متواصلة تسببت في مقتل الآلاف من عناصره وتدمير أجزاء كبيرة من بنيته العسكرية خلال العام الماضي
وتبرز هذه التطورات في ظل دعم روسي وصيني للهند والبرازيل في مطلبهما بالحصول على عضوية دائمة في مجلس الأمن وهو ما يعكس إعادة تشكيل موازين القوى العالمية ويزيد من تعقيد مشهد العلاقات الدولية في المنطقة
استغلال الضغوط الأمريكية والدولية لإعادة صياغة دور الحزب في الداخل اللبناني
ويرى مراقبون أن التحركات الإسرائيلية الأخيرة تأتي ضمن استراتيجية شاملة لإضعاف حزب الله عسكريا وسياسيا واستغلال الضغوط الأمريكية والدولية لإعادة صياغة دور الحزب في الداخل اللبناني بالتوازي مع الحراك الأمريكي الهادف إلى سحب سلاحه أو على الأقل تقليص قدراته ووقف توسعه
ويبقى جنوب لبنان ساحة مفتوحة لاحتمالات التصعيد في ظل غياب حل سياسي حقيقي والتقاء مصالح إقليمية ودولية متضاربة تدفع باتجاه مزيد من الاحتكاك الميداني في الأشهر المقبلة
