تنياهو يوجه رسائل تحريض للشعب الإيراني ضد النظام الحاكم
أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سلسلة رسائل موجهة للشعب الإيراني، عبر شريط مسجل مترجم إلى اللغة الفارسية. الرسائل حملت انتقادات حادة للنظام الإيراني، متهماً إياه بـ"إهدار أموال الشعب على مشاريع فاشلة" في سوريا ولبنان وغزة، مع تلميحات واضحة لتحريض الإيرانيين ضد نظامهم الحاكم.
تحريض متكرر وتصعيد خطابي
نتنياهو تحدث عن إنفاق النظام الإيراني مليارات الدولارات لدعم حلفائه في المنطقة، مشيراً إلى أن تلك المشاريع قد "انهارت"، على حد قوله. وقال إن إيران أنفقت أكثر من 30 مليار دولار لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، و20 مليار دولار لدعم حزب الله في لبنان، ومبالغ طائلة لدعم حماس في غزة، مضيفًا أن "النظام الإيراني أهدر هذه الأموال على مشاريع خاسرة بدلاً من استثمارها في بناء الطرق والمدارس والمستشفيات للشعب الإيراني".
هذه ليست المرة الأولى التي يخاطب فيها نتنياهو الإيرانيين، فقد اعتاد في السنوات الأخيرة توجيه رسائل مشابهة، يُنظر إليها باعتبارها جزءاً من استراتيجية إسرائيلية لإضعاف شرعية النظام الإيراني داخلياً.
الجبهة الإيرانية في سياق التصعيد الإقليمي
وصف نتنياهو إيران بـ"الجبهة السابعة"، مضيفًا أنها تشكل الخطر الأكبر على إسرائيل بعد المواجهات المتعددة في الضفة الغربية وغزة ولبنان والعراق واليمن وسوريا. تأتي هذه التصريحات وسط تصعيد صاروخي غير مسبوق بين إسرائيل وإيران، حيث تسعى إسرائيل لتكثيف الضغط على إيران عبر العقوبات الاقتصادية والضغط الدولي.
وأشار نتنياهو إلى أن الانتخابات الأمريكية الحالية ستلعب دورًا حاسمًا في تشكيل السياسات الدولية تجاه إيران، مع توقعات بفرض عقوبات اقتصادية غير مسبوقة على طهران من قِبل إدارة الرئيس الأمريكي المقبل.
رسائل السلام والمغازلة للشعب الإيراني
رغم النبرة الحادة، حاول نتنياهو إيصال رسالة مفادها أن العداء بين إسرائيل والنظام الإيراني، وليس الشعب الإيراني. وقال:"إسرائيل تريد السلام مع كل من يريد السلام معنا. نعلم أنكم تريدون السلام، لكنكم تعانون من نظام يستعبدكم".
كما أشار إلى شعارات المعارضة الإيرانية مثل "المرأة، الحياة، الحرية"، في محاولة واضحة لكسب تعاطف الشارع الإيراني، مؤكدًا أن مستقبل إيران سيكون مختلفًا وأن "التغيير قادم".
اتهامات باستغلال التطورات الإقليمية
في الوقت نفسه، يواجه نتنياهو اتهامات داخلية بمحاولة استغلال الأوضاع الإقليمية لصالحه في الداخل الإسرائيلي، خاصة وسط الانتقادات التي تواجه حكومته بسبب ملفات داخلية وأزمات سياسية متفاقمة.