الحرب الروسية–الأوكرانية: استمرار النزيف البشري وتبادل الجثامين يكشف حجم الخسائر في الجنود والعتاد
تواصل الحرب الروسية–الأوكرانية الدخول في مرحلة أكثر دموية، مع ارتفاع أعداد القتلى من الطرفين واتساع عمليات تبادل الجثامين، في مؤشر صارخ على حجم الاستنزاف البشري والميداني الذي تكبّدته القوتان منذ اندلاع القتال في فبراير/شباط 2022.
وفي أحدث فصول الحرب، سلّمت موسكو إلى كييف جثامين ألف جندي أوكراني، وفق ما أعلنته الحكومة الأوكرانية عبر مركز أسرى الحرب على تطبيق "تليغرام"، في واحدة من أكبر عمليات تبادل الجثامين منذ أشهر.
ألف جثمان في يوم واحد.. واستمرار النزيف
قال المركز الأوكراني إن “إجراءات الإعادة إلى الوطن جرت اليوم، حيث أعيد ألف جثمان قال الجانب الروسي إنها تعود لجنود أوكرانيين قُتلوا في المعارك”.
وأكد أن فِرق التحقيق وطب الشرعي في كييف ستبدأ قريباً تحديد هويات القتلى عبر تحليل الحمض النووي والفحوص الجنائية.
وكانت آخر عملية استلام في نهاية أكتوبر، وشملت كذلك ألف جثمان، ما يرفع عدد الجثامين التي تسلمتها أوكرانيا من روسيا منذ بداية العام إلى أكثر من 15 ألف جثمان، في حين أعادت كييف إلى موسكو “مئات الجثامين” فقط خلال الفترة نفسها — وهو فارق يعكس حجم الخسائر الهائلة في صفوف الجيش الأوكراني.
أرقام الخسائر البشرية: اعترافات رسمية وتقديرات أكبر بكثير
كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد صرّح في فبراير الماضي لشبكة أمريكية بأن بلاده خسرت نحو 46 ألف جندي.
لكن محللين عسكريين غربيين يرون أن الأعداد الحقيقية قد تكون أعلى بكثير، خصوصاً بعد انهيار خطوط الدفاع الأوكرانية في الشرق والجنوب خلال الأشهر الأخيرة.
في المقابل، لا تعلن روسيا أرقام خسائرها بشكل تفصيلي، إلا أن تقديرات استخباراتية غربية تشير إلى خسائر روسية بالآلاف أيضًا، إضافة إلى تدمير معدات كبيرة تشمل:
-
دبابات T-72 وT-90
-
ناقلات جند مدرعة
-
منظومات مدفعية بعيدة المدى
-
طائرات مُسيّرة من طراز “لانتسيت” و“شاهيد”
-
وانخفاض جاهزية بعض الألوية القتالية
ورغم ذلك، واصلت موسكو تقدمها الميداني بوتيرة بطيئة لكنها ثابتة.
مكاسب ميدانية روسية: السيطرة على فيسيولويه في زابوريجيا

أعلنت وزارة الدفاع الروسية تحرير بلدة فيسيولويه في مقاطعة زابوريجيا، مؤكدة تقدم قواتها على كافة المحاور الجنوبية والشرقية.
ويعد هذا التقدم جزءًا من خطة روسية تستهدف توسيع خطوط السيطرة وتأمين طرق الإمداد الحيوية.
وتشير تقارير ميدانية إلى أن الجيش الروسي يعتمد سياسة “القضم التدريجي”، مستفيداً من:
-
تفوقه العددي
-
قدرته الصناعية على إنتاج الذخائر
-
الدعم الجوي والمسيّرات
-
انهيار بعض وحدات الجيش الأوكراني بسبب الاستنزاف
جهود دبلوماسية في الكواليس: خطة أمريكية–روسية لإنهاء الحرب
فجر موقع “أكسيوس” الأمريكي مفاجأة بإعلانه أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعمل سراً مع موسكو لإعداد خطة جديدة لإنهاء الحرب.
تتضمن الخطة، التي قيل إنها تشمل 28 بندًا وتنقسم إلى أربعة مسارات رئيسية:
-
السلام ووقف إطلاق النار
-
الضمانات الأمنية لأوكرانيا
-
الأمن الأوروبي
-
مستقبل العلاقات الأمريكية مع روسيا وأوكرانيا
وأكد مسؤول روسي رفيع تفاؤله بالخطة، بينما لم تُعلن كييف أو بروكسل بعد موقفهما الرسمي منها — خاصة أن الخطة لا توضح بشكل صريح مستقبل السيطرة على المناطق الشرقية التي تتقدم فيها القوات الروسية.
ويقود المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف التفاوض عن الجانب الأمريكي، وقد ناقش المسودة مع المبعوث الروسي كيريل دميترييف.
الحرب تستنزف العتاد كما تستنزف البشر

يرى مراقبون عسكريون أن الحرب دخلت مرحلة "الاستنزاف العميق"، حيث أصبحت خسائر العتاد لا تقل ضراوة عن الخسائر البشرية:
الخسائر الأوكرانية في العتاد:
-
تدمير آلاف المدرعات
-
تراجع كبير في مخزون الدفاع الجوي
-
تضرر منظومات “هيمارس” الأمريكية
-
فقدان أعداد ضخمة من المسيّرات
الخسائر الروسية في العتاد:
-
فقدان دبابات وعربات مدرعة
-
تدمير منصات مدفعية
-
إسقاط طائرات ومروحيات
-
تضرر أنظمة الحرب الإلكترونية
ومع ذلك، تعتمد روسيا على قدرتها الصناعية الضخمة لتعويض خسائرها بوتيرة أسرع من كييف، في حين يعتمد الجيش الأوكراني على المساعدات الغربية التي تباطأت مؤخراً.
















