أمريكا تعلن إطلاق عملية عسكرية ضد فنزويلا تحت اسم ”الرمح الجنوبي”.. واشنطن تبرّر التدخل بمحاربة ”إرهابيي المخدرات”
أعلن وزير الحرب الأمريكي بيت غاسيث إطلاق عملية عسكرية واسعة تستهدف فنزويلا، تحت اسم "الرمح الجنوبي"، وذلك بقيادة القيادة الجنوبية للجيش الأمريكي (SOUTHCOM).
الإعلان، الذي جاء عبر منشور رسمي على منصة إكس، أحدث موجة كبيرة من الجدل، خاصة أنه يمثل أول تحرك عسكري أمريكي ضد دولة لاتينية منذ أكثر من عقدين، ما يعزز المخاوف من عودة سياسات التدخل المباشر في المنطقة.
غاسيث يبرّر الهجوم: "نحمي وطننا من إرهابيي المخدرات"
قال الوزير الأمريكي في بيانه:
"تهدف هذه المهمة إلى حماية وطننا، والقضاء على إرهابيي المخدرات في نصف الكرة الغربي، وحماية الشعب الأمريكي من السموم التي تقتل أبناءنا."
هذه اللغة التي تربط بين فنزويلا و"الإرهاب المرتبط بالمخدرات" تعيد للأذهان مبررات مشابهة استخدمتها واشنطن سابقًا في تدخلات عسكرية بأمريكا الوسطى والجنوبية خلال الثمانينيات والتسعينيات.
وبحسب مراقبين، فإن الخطاب يشير إلى محاولة واشنطن شرعنة التدخل العسكري عبر ربطه بالأمن القومي ومحاربة الجريمة العابرة للحدود.

عملية "الرمح الجنوبي".. ما الذي نعرفه حتى الآن؟
رغم شح التفاصيل العسكرية المعلنة، تشير المعلومات الأولية إلى أن:
-
العملية ستكون بقيادة القيادة الجنوبية المسؤولة عن أمريكا اللاتينية.
-
من المتوقع استخدام قوات خاصة ووحدات بحرية.
-
التركيز سيكون على مناطق حدودية تعتبرها واشنطن "ممرات تهريب رئيسية".
-
العملية قد تشمل ضربات محدودة أو تدخلاً ميدانياً أوسع وفق تطورات الموقف.
ويرى متخصصون أن هذه التحركات تمثل تصعيدًا قد يغيّر موازين القوى في المنطقة، خصوصًا مع العلاقات المتوترة أصلًا بين واشنطن وكاراكاس.
ردود الفعل المحتملة.. فنزويلا تستعد للتصعيد؟
لم تصدر فنزويلا بعد ردًا رسميًا، لكن مصادر مقربة من حكومة نيكولاس مادورو أكدت أن الدولة تعتبر الخطوة "اعتداءً مباشرًا على سيادة البلاد" وقد تتجه:
-
إلى حشد قواتها العسكرية
-
طلب دعم عاجل من حلفائها مثل روسيا وإيران
-
التوجه إلى مجلس الأمن لاعتبار العملية خرقًا للقانون الدولي
ويتوقع محللون أن أي رد فنزويلي قوي قد يفتح الباب أمام مواجهة إقليمية لا يمكن التنبؤ بنتائجها.
ما دوافع واشنطن؟ قراءة في خلفيات التصعيد
يرى خبراء أن العملية تحمل خلفيات سياسية واقتصادية تتجاوز "الحرب على المخدرات"، وأبرزها:
1. الضغط على فنزويلا في ملف النفط
فنزويلا تمتلك أكبر احتياطي نفطي عالمي، وتحاول واشنطن منذ سنوات إعادة السيطرة على سوق النفط الفنزويلي.
2. الانتخابات الأمريكية
اللجوء إلى الخطاب الأمني غالبًا ما يستخدم لتعزيز شعبية الإدارة الأمريكية داخليًا.
3. النفوذ الروسي–الصيني في كاراكاس
تنامي الوجود الروسي والصيني في فنزويلا يقلق واشنطن بشدة.
4. محاولة إعادة الهيمنة التقليدية في أمريكا اللاتينية
الولايات المتحدة تعتبر المنطقة "حديقتها الخلفية" تاريخيًا.
هل المنطقة على مفترق طريق جديد؟
يتخوف مراقبون من أن العملية قد تكون بداية مرحلة جديدة من صراع النفوذ في نصف الكرة الغربي، خاصة إذا ردّت فنزويلا بقوة أو طلبت تدخلًا خارجيًا.
وتشير التقديرات الأولية إلى أن "الرمح الجنوبي" قد تتحول من عملية أمنية إلى أزمة جيوسياسية شاملة تهدد استقرار القارة بأكملها.

















