رسالة دبلوماسية لواشنطن
الصين تدعم سيادة مصر على قناة السويس وترفض ”تنمر” ترامب: لا مرور مجاني للسفن الأمريكية

أكدت الصين دعمها الكامل لسيادة مصر على قناة السويس، ورفضها لما وصفته بـ"الأقوال والأفعال التنمرية"، في إشارة مباشرة إلى تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التي طالب فيها بـ"المرور المجاني" للسفن العسكرية والتجارية الأمريكية عبر القناة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم:
"سيادة مصر على قناة السويس واحتفاظها بحقها في إدارتها أمران لا جدال فيهما"،
مضيفًا أن "الصين تدعم مصر حكومة وشعبًا بقوة في حماية سيادتها وحقوقها ومصالحها المشروعة".
ترامب يطالب بمرور مجاني عبر قناة السويس.. ومصر ترد بحزم
وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد أثار موجة من الجدل، بعد أن كتب منشورًا على منصته "تروث سوشيال" قال فيه:
"يجب السماح للسفن الأمريكية العسكرية والتجارية بالمرور مجانا عبر قناتي بنما والسويس! هاتان القناتان ما كانتا لتوجدا لولا الولايات المتحدة الأمريكية."
وذكر ترامب أنه طلب من وزير الخارجية ماركو روبيو متابعة الأمر فورًا، وهو ما أثار ردود فعل قوية داخل مصر، حيث اعتُبر المطلب مساسًا مباشرًا بالسيادة الوطنية، وسط تأكيدات بأن قناة السويس "شريان سيادي لا يخضع للضغوط".
السيسي يرفض طلبات ترامب.. ويربط أمن البحر الأحمر بوقف الحرب على غزة
وفي تطور لافت، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر دبلوماسية أن ترامب تحدث هاتفيًا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، طالبًا الدعم المصري في العمليات ضد الحوثيين في اليمن، بما يشمل التمويل والمعلومات الاستخباراتية.
لكن المصادر أكدت أن السيسي رفض المطالب الأمريكية بوضوح، موضحًا أن أفضل وسيلة لوقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر هي وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في إشارة إلى العلاقة بين تصاعد التوترات الإقليمية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ردود فعل مصرية قوية: "كنا نحفر القناة وأنتم في الحضانة"
على المستوى الشعبي والإعلامي، قوبلت تصريحات ترامب بسخرية وغضب واسع، حيث أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملة إلكترونية بعنوان "قناة السويس مصرية"، وردد الكثيرون عبارة "كنا نحفرها وأنتم في الحضانة"، في إشارة إلى تاريخ القناة الذي يعود إلى منتصف القرن التاسع عشر.
كما أعادت وسائل الإعلام المصرية التذكير بأن قناة السويس تم تأميمها في عام 1956 على يد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، في قرار تاريخي أنهى السيطرة الأجنبية على الممر الملاحي الأهم في العالم.
دعم صيني واضح... ورسالة دبلوماسية لواشنطن
يأتي الموقف الصيني ضمن سياق تحالف استراتيجي متنامٍ بين بكين والقاهرة، ويُعد رسالة واضحة إلى الولايات المتحدة بأن محاولات فرض الهيمنة البحرية أو السياسية على الممرات الحيوية في الشرق الأوسط لن تمر دون رد دولي.
ويؤكد مراقبون أن تصريحات الصين تتسق مع سياستها القائمة على احترام السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وهي الرسالة التي أرادت إيصالها بشكل مباشر إلى واشنطن.
قناة السويس خط أحمر
مع تصاعد التوترات الإقليمية وعودة تصريحات ترامب إلى الواجهة، تُثبت القاهرة مجددًا أن قناة السويس ليست مجرد ممر ملاحي عالمي، بل قضية سيادية تمس كرامة الدولة المصرية، وأن أي محاولات للابتزاز أو الضغط ستُقابل برفض سياسي ودبلوماسي صريح، مدعوم هذه المرة من شركاء دوليين كبار مثل الصين.